يواصل رئيس النظام التركي رجب أردوغان دعمه السافر للإرهاب في سورية غير آبهٍ بكل تعهداته في «سوتشي» أو عبر مسار «أستانا» والتي تنص بمجملها على الحفاظ على سيادة سورية وسلامة ووحدة أراضيها, ونزع سلاح الإرهابيين، فيما كان يعرف بمنطقة خفض التصعيد..
الأوهام ذاتها التي حركت مجموعة الواهمين المُنفصلين عن الواقع، وعن التاريخ، ما زالت المُحرك الذي لن يقود المُشغلين للمُرتزقة والمُستثمرين بالتنظيمات الإرهابية - بحال من الأحوال - إلا إلى الانكسار أو الانتحار، أيهما أكثر قسوة من الآخر؟
في إطار محاولاتها إحكام القبضة على منابع النفط والغاز في الشرق السوري، تعمل الولايات المتحدة على ربط تلك المنابع بعضها ببعض، عبر بناء سلسلة من القواعد ونقاط الانتشار. تحرّكات يرافقها استمرار العمل السياسي الهادف إلى عرقلة إطلاق أيّ حوار بين الدولة ال
قليلة وربما نادرة، هي الأوطان التي تواجه حرباً عدوانية كونية كالتي واجهتها سورية وما زالت على مدى السنوات التسع الماضية، وتخرج منتصرة وعلى طريق التحرير الكامل لأراضيها من الجيوش والعصابات الإرهابية المحتلة.
ليس من قبيل المُبالغة القول بأنّ السّيطرة الكامِلة للجيش العربي السوري على مدينة حلب العاصِمة الاقتصاديّة وريفها، هو المحطّة قبل الأخيرة لنِهاية "الثورة السوريّة" بشقّيها السياسيّ والعسكريّ، والانتصار الأكبر لهذا الجيش مُنذ سُقوط أجزاء كبيرة من
تضل الفقاعات الصوتية القادمة من الشمال طريقها في الفضاء السمعي، ولا يسمع إلا صوت الحق الذي صدح أمس على شاشات التلفاز يهنئ أهل حلب بالنتيجة الحتمية لصمودهم، وكثبات الشاهين المنتصب خلفه تحدث السيد الرئيس بشار الأسد عن الانتصار الاستراتيجي الذي جعل
سوف يكرس الرئيس الأميركي دونالد ترامب السنة الأخيرة من فترة ولايته الأولى، لسحب القوات الأميركية من ساحات القتال في الشرق الأوسط الموسع، طبقاً لوعوده الانتخابية.
لا تبدو القلعة المتربعة على عرش المدينة متأثرة بما يجري حولها، فالأفعال الحركية لا تعنيها وهي الساكنة بحكمةٍ منذ بدئها، العارفة مآل الزمان حق المعرفة.. دهور وأزمان مرت من خلالها، ووجهها البسّام لم يتغير، أزمات وحروب وغبار ومكائد وكل ذلك لم يطفئ
في تاريخ كلّ الأمم ثمة الكثيرُ من الحروب، وتنظر كلُّ أمة إلى حروبها بعين الافتخار والاعتزاز إذا كانت من الأمم التي تعي، وتعرف معنى السيادة والاستقلال وتستميت في الدفاع عنهما، وكان جيشها يشكّل مؤسسةً وطنيةً بامتياز، يتماهى مع الجماهير التي تشكّل
ماذا لكم في بلدي؟ جملة أطلقها مواطنٌ شريفٌ في أقصى شمال شرق سورية-وما أكثر الشرفاء في سورية- جملة تردد صداها في أرجاء الوطن كنغمة وتر تعزف لحن الشرف والكرامة والوطنية.
كانوا يقولون "إذا جنّ ربعك عقلك ما عاد ينفعك".. إلا أن "امرأة" -بألف رجل- ساقها القدر لبرنامج(مسابقات) على فضائية معادية لسورية، شذت عن "المثل" واتسمت بالهدوء....
أيام على الأخذ والرد والتهديد والوعيد من قبل أنقرة، لم يلقِ الجيش العربي السوري لها بالاً، بل تابع طريق محاربة الإرهاب، وواصل سياسة القضم وضم مزيد من الجغرافيا إلى قائمة الأمان في أرياف إدلب وحلب، إذ ثبت نقاطه التي سيطر عليها خلال الأيام الماضية
هذا ما تبقى من الحثالة العثمانية! فأي قانون دولي، أي منطق دولي، يتيح لرجب طيب أردوغان أن يقول ما يقوله، وأن يفعل ما يفعله، على الأرض السورية؟ سها عن بالنا أننا في زمن اللاقانون، وفي زمن اللامنطق.....
إما أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان قد فهم بشكل خاطئ المغزى الحقيقي لإنشاء منظومة «أستانا» الثلاثية، وإما أنه اعتقد، وهو الأرجح، أن بإمكانه استعمال هذه المنظومة كمنصة لإضفاء الشرعية على احتلاله للأراضي السورية.