و"إسرائيل"، عبر الموافقة على الهدنة الأولى وصفقة الأسرى الجزئية، وقعت في مصيدة غزة أمام فشلها في تحقيق أهدافها، وتحت وطأة الضغوط الأميركية الدولية من أجل وقف الحرب. والمعطيات جميعها تعزز أنه ليس أمامها إلّا تمديد الهدنة بعد فشل تحرير أسراها بالقوة، والاستعداد لدفع فاتورة الصفقة الكبرى والجديدة. فبعد خمسين يوماً لم تفلح في تثبيت قدميها في غزة، ونظريتها لفرض الردع مع غزة فشلت بامتياز، وصورتها أمام العالم أصبحت مقترنة بالدم والقتل وحرب الإبادة الجماعية والخراب والدمار.
هي الهزيمة، عسكرياً وأخلاقياً، تتحقق الآن. فالنصر والهزيمة هما معطياتٌ في الميدان، وتوازنات على الأرض، لكنهما أيضا انطباع وشعور وصورة وإحساس. والمتابع لمجريات تنفيذ صفقة تبادل الأسرى الجزئية يتيقن من أن تداعياتها أكبر من عدسات الكاميرات.
نتنياهو خسر الحرب وسقوطه بات وشيكاً، وجيشه، الذي لا يُقهر، مُرِّغ أنفه عند تخوم غزة وبين شوارعها، والوضع الأميركي الحالي بإدارة بايدن أصبح في مهب الريح، بسبب دعمه المطلق لحرب "إسرائيل" على قطاع غزة.