كتبت هدى رزق في موقع الميادين نت عن تفعيل الدور المصري في سورية، وقالت: انعكست الحرب الروسية الأوكرانية انخفاضاً في حدة الضربات الجوية لمناطق الحدود السورية – العراقية، حيث بقايا تنظيم "داعش" الإرهابي، وانخفاضاً في تحركات الدوريات العسكرية الروسية بالقرب من مناطق الاحتلال الأميركي في مناطق الشمال الشرقي، وفي مناطق النقاط الأمنية الروسية - التركية المشتركة فى شمالي الحسكة، ولكن، لا تزال روسيا تتحكّم في أرض الواقع، بسبب طبيعة الاتفاقات المعقودة بشأن المساعدات الإنسانية، وإيلاء الولايات المتحدة أهمية لتحركات إيران عند الحدود العراقية السورية، ورعايتها أمن "إسرائيل"، الأمر الذي أتاح لروسيا مجالاً في الاستمرار في معالجة الوضع السوري بعد استقرار وتفاهمات دولية وإقليمية عبر اعتماد "إدارة توازن المصالح"، وهو الخيار الذي أبقى الأزمة في حالة جمود، وأبقى خريطة النفوذ العسكري في حالة ثبات.
وأضافت الكاتبة: اكتسب بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الملف السوري مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلال زيارته الأخيرة للرياض، أهمية.. فولي العهد السعودي يعارض عودة سورية إلى الجامعة العربية بحجة "وقوعها تحت التأثير الإيراني"، إلّا أن الإمارات والبحرين ومصر دعت إلى ضرورة عودة سورية إلى المنظومة العربية، وتأكيد وحدة أراضيها وسلامتها... تحاول الجامعة العربية تنشيط دورها السياسي، وتُولي وزارة الخارجية المصرية أهمية كبيرة لعودة سورية إلى جامعة الدول العربية، ودفع العملية السياسية إلى الأمام، وإنهاء الجمود السياسي الحالي، والدعوة إلى التسوية الشاملة للأزمة.
وتابعت: يأتي التشديد على أهمية سيطرة سورية على أراضيها ليؤكد ضرورة انسحاب تركيا من الأراضي السورية، أمّا مسألة السيادة على القرار السيادي السوري فتعني بالنسبة إلى الجامعة العربية "الابتعاد عن إيران"... ويدعو بعض البرلمانيين المصريين إلى ضرورة تبادل الزيارات بين مسؤولين مصريين وسوريين، من أجل تمهيد الطريق أمام الانفتاح على دمشق.
وأكدت أن مصر والأردن والعراق ودولة الإمارات ناقشت في مدينة العقبة الأردنية عودة سورية إلى الجامعة العربية، فالمصريون يريدون عودة العلاقات مع سورية، ولاسيما أنهم لم يشاركوا في الأزمة السورية، بينما استمرت العلاقة الأمنية بين القيادتين السورية والمصرية، أمّا الموقف بشأن العلاقة السورية الإيرانية فهو غير واقعي، كونها علاقة استراتيجية، ولا تمنع عودة سورية إلى الجامعة العربية، كدولة مستقلة في قرارها السياسي، وهذا ما تراه مصر، وتحاول إبلاغه إلى السعودية... ودعت الاقتراحات البرلمانية المصرية إلى تبادل الزيارات بين مصر وسورية، وهي تراها ممكنة بعد زيارة الأسد إلى الإمارات العربية المتحدة.
وقالت الكاتبة: لم تأتِ زيارة الرئيس الأسد إلى الإمارات إلّا بتنسيق مع حليفه الروسي، وفيها مصلحة لفك عزلة سورية عربياً. أما استعادة العلاقات بالإمارات العربية وبمصر فلن تكون على حساب تحالفها مع إيران... تعمل مصر مع بعض الدول العربية على تأمين انسحاب تركيا من الأراضي السورية كشرط في مقابل أي انفتاح عربي وسوري حقيقي على أنقرة.