رب ضارة يظنها الغرب تجدها روسيا نافعة، لسان حال موسكو مع اشتداد العقوبات الغربية التي تقودها أمريكا، وبما أن العقوبات ليست جديدة على بلد يشكل تهديداً على القطب العالمي الواحد، فقد تحدثت صحيفة رأي اليوم في افتتاحيتها عن أن روسيا والصين تعملان منذ خمس سنوات تقريباً على إقامة نظام مالي بديل مواز لنظام "سويفت" الأمريكي الغربي، عماده الاعتماد على العملات الوطنية والتخلي بشكل تدريجي عن العملة الأمريكية (الدولار)، وحققتا تقدماً ملحوظاً من المتوقع أن يتزايد بفضل العقوبات الأمريكية الأوروبية على روسيا، وربما لاحقاً على الصين.
وقالت الصحيفة إن العملة الوطنية الصينية (اليوان الذهبي) باتت الآن العملة المتداولة في المعاملات النفطية والغازية، وانضمت دول عديدة إلى النظام البديل الروسي الصيني، مثل إيران والهند وفنزويلا، ودول أخرى في أمريكا الجنوبية وإفريقيا.
وأضافت الصحيفة أن الضغوط الأمريكية لم تنجح حتى الآن بإقناع السعودية للخروج من اتفاقها (أوبك بلس) مع روسيا، وزيادة إنتاجها النفطي لتخفيض الأسعار لتقليص الأخطار على الاقتصادين الأوروبي والأمريكي، والعقوبات الأمريكية على روسيا أحدثت نتائج عكسية تماماً حيث ارتفع سعر برميل النفط إلى 107 دولارات في الأسواق العالمية، أما أسعار الغاز فارتفعت نحو 35 بالمئة وهي أرقام قياسية غير مسبوقة، الأمر الذي يصب في مصلحة الخزينة الروسية التي تحتل المرتبة الأولى في صادرات الغاز والنفط.
وختمت الصحيفة بالقول: الدولار الأمريكي وهيمنته على اقتصاديات العالم وعملاته الوطنية كوحدة قياس رئيسة إلى جانب (اليورو) قد يكون الضحية الأكبر لأحداث أوكرانيا، ومعه نظام "سويفت" المالي الأمريكي في التعاملات المالية في المدى المتوسط، وبعض الخبراء يقدرون أن العملة الأمريكية ستفقد عرشها في غضون خمس سنوات إن لم يكن أقل.