هستيريا غير مسبوقة تثيرها مزاعم واشنطن بشأن الغزو الأمريكي المحتمل لأوكرانيا.. بهذه الكلمات عبر الكرملين عن غضبه المتنامي من الدور الأمريكي القديم الجديد الذي يحاول زعزعة مكانة روسيا في العالم بل وهزها داخلياً وخارجياً بغية إضعافها.
الكرملين قال إن الرئيس الروسي استنكر خلال اتصال جمعه بنظيره الأمريكي جو بايدن المعلومات المزيَّفة بشأن "الغزو الروسي" ضد أوكرانيا، وأبلغ الرئيس الأميركي أن "الغرب لا يمارس ضغطاً كافياً على أوكرانيا من أجل تنفيذ اتفاقيات مينسك".، في حين كان رد بايدن أن واشنطن مستعدة "لكل السيناريوهات" بالقَدْر نفسه من استعدادها لالتزام المسار الدبلوماسي.
عبد الباري عطوان قال في صحيفة "رأي اليوم" إن أمريكا بايدن تريد توريط "روسيا بوتين" في أوكرانيا، مثلما ورطت إدارة بوش "عراق صدام" في الكويت، وبما يؤدي إلى إغراقها في عقوبات وحصارات اقتصادية خانقة، وحرب استنزاف عسكرية تؤدي إلى انهيارها، وهزيمتها، في تكرار للنموذجين الأفغاني والعراقي.
وأكد عطوان أن إدارة الرئيس بايدن التي تواجه انقسامًا أوروبيًّا تجاه هذا السيناريو تتزعمه ألمانيا وبدرجة أقل فرنسا، لا تستطيع فرض عُقوبات صارمة على روسيا بدعم أوروبي دون إشعال فتيل هذه الحرب، وبدأت أمركيا فعلًا الاستعداد لها (بتدريب "مجاهدين" أوكرانيين متطرفين على غرار ما حدث في أفغانستان والعراق وسورية لمقاومة أي غزو روسي.
تعتقد أمريكا أنها تستطيع تكرار التاريخ لكنْ -وبحسب عطوان- فإن روسيا ليست العراق، ولقاء القمة بين بوتين ونظيره الصيني الجديد شي جين بينغ وضع أُسس تحالف جديد عماده صواريخ نووية أسرع من الصوت تسع مرات، إن لم يكن أكثر، قادرة على الوصول إلى الشرق الأمريكي في غضون سبع دقائق على الأكثر.