الاعلام تايم_صحافة
اعتبرت صحيفة رأي اليوم في مقالها الافتتاحي اليوم أن إظهار الرئيس الاميركي دونالد ترامب دونالد العداء والحقد والكراهية للاسلام والمسلمين يخدم "داعش" و القاعدة، ويسهل عمليات التجنيد للآلاف من الشبان المسلمين الغاضبين، وتحويلهم الى قنابل بشرية، لانه أي هذا العداء، يشكل تبنيا لأدبيات ورواية هاتين المنظمتين الارهابيتين، كما أنه يناقض كل المباديء والقيم الامريكية التي ترفعها الإدارات الامريكية وتوجد في الدستور، وتتحدث عن العدالة والمساواة والحريات
وقالت الصحيفة إن ترامب مسكون بالمهاجرين ومنعهم من دخول بلاده، والمسلمين منهم خاصة، فكان أول مرسوم وقعه هو المضي قدما في بناء الجدار العازل مع المكسيك، ومنع مواطنين من سبع دول إسلامية(العراق وسورية والسودان وليبيا والصومال وايران)، واعتبر أن أوروبا ارتكبت خطأ جسيما بقبولها الملايين من السوريين، فيما جمد اتفاقا للحكومة السابقة باستقبال لاجئين سوريين.
وأشارت الصحيفة الى أن هذه السياسات هي التي ستحول أمريكا الى"مغناطيس"لجذب العمليات الإرهابية ضدها، وزيادة كراهية المسلمين، وربما العالم بأسره لها، أي أنها ستعطي نتائج عكسية تماما، من حيث تهديد أمن أمريكا ومواطنيها في الداخل والعالم بأسره.
ولفتت الصحيفة الى الصمت العربي تجاه نزعات الكراهية هذه لادارة ترامب، منوهة الى الموقف "البطولي" للرئيس المكسيكي انريكي بينيا نييتو ردا على مرسوم ترامب القاضي بالبدء في بناء الجدار على حدود بلاده مع أمريكا التي تزيد عن 3200 كيلومتر، ومن المحتمل ان تصل تكاليفه من 27 – 40 مليار دولار، ليقول في بيان مقتضب انه "يدين هذا الموقف العنصري، ويرفض رفضا كاملا دفع دولار واحد لتمويل بنائه، ويتعهد بحماية ملايين المواطنين المكسيكيين في أمريكا".
الرئيس المكسيكي الذي يتعرض لضغوط شديدة من المعارضة لإلغاء زيارة مقررة له الى واشنطن يوم 31 يناير الحالي للقاء ترامب، قال إنه ينتظر عودة وفد يتواجد حاليا في العاصمة الامريكية يضم وزيري الخارجية والاقتصاد، ليقرر بعدها ما اذا كان سيمضي قدما بتلبية دعوة الزيارة أم يلغيها، وهناك من يرجح الإلغاء.
واعتبرت الصحيفة أن هذا نموذجا للدول التي تحترم نفسها، وللزعماء الذين يحافظون على كرامة شعوبهم، وينتفضون لحماية مصالحهم، على عكس زعمائنا العرب والمسلمين، الذين بدأ بعضهم التزلف لترامب وإدارته والتذلل له، وعرض خدماتهم لتلبية طلباته وتنفيذ أوامره، طلبا للرضا والغفران.
وختمت قائلة "لهذه الاسباب لا تتدخل أمريكا عسكريا الا في دولنا من أجل تفتيتها جغرافيا وديمغرافيا، وبذر بذور الفتن الطائفية فيها، وتجد الأدوات التي تنفذ".