لم تشفع له اعتذاراته المتكررة عما صدر منه خلال إفادته أمام لجنة التحقيق الدولية بقضية اغتيال والده رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري، بتاريخ 29 و30 تموز 2007.
بهذه المقدمة بدأت وكالة "فارس" الإيرانية مقالة، كشفت فيها عن عدم الرضى السعودي عن سعد الحريري بعد وصف ولي العهد السعودي الحالي مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية آنذاك محمد بن نايف بأنه "سفاح" حسب التسجيل الذي بثته قناة "الجديد" اللبنانية، قال فيها وباللغة الانكليزية "إن السعوديين يقولون عنه ذلك ؛ ويوافقه الرأي هذا الكثير من الأمراء والشعب السعودي.
وبحسب الوكالة، سعي الملك السعودي سلمان برأب الصدع القائم بين سعد الحريري وبين محمد بن نايف خلال استقباله له في 20 نيسان الماضي بحضور ولي العهد الذي بدا عليه الغضب ورفض مصافحته، ومساعي بعض الأمراء من العائلة الحاكمة، حيث أكدت مصادر مقربة من بن نايف أنه رفض كل الوساطات ورفض الرد على كل الاتصالات الهاتفية التي أجراها الحريري بمكتبه، حتى أن أخيه الأكبر سعود بن نايف والذي يحظى بوصاية قوية على شقيقه محمد رفض إجراء أية وساطة لمصلحة الحريري.
عداء ورفض بن نايف للحريري كلفت الأخير ثمناً باهضاً بأن "الحريري ليس سوى مجرد صبي عندنا وأن وقاحته ستكلّفه ثمناً غالياً" وفق تقرير مركز قضايا الخليج؛ ما أوقع الحريري في مأزق مالي شديد حيث تم عزل شركة "سعودي أوجيه" للمقاولات والمملوكة لآل الحريري من العمل في داخل السعودية وبعض البلدان الخليجية بأمر من بن نايف لتحل محلها شركة "المباني" المملوكة للنائب اللبناني نعمة طعمة في " كتلة النضال الوطني" التي يتزعمها النائب وليد جنبلاط.
وجاء قرار وزارة الداخلية السعودية بقيادة ولي العهد بن نايف، بسحب الجنسية وجواز السفر السعوديين وكذلك بطاقة الهوية السعودية ليصبح دون هوية ولا انتماء، ولم يكن قرار محمد بن سلمان من "تيار المستقبل" بعزل الحريري وفقاً لتقرير قناة ال ان تي في (NTV) اللبنانية آخر قرار يتخذه «المحمدان» برفض وخذلان "سعد" وكل الخدمات التي قدمها في إطار مشاريع آل سعود العدائية لبنانياً وإقليمياً خاصة في سورية من تمرير الارهابيين والسلاح والعدة والعتاد لهم عبر طرابلس التي يسيطر عليها هو وتياره ،آخر قرار ضده فالحبل جرار والقادم أخطر وأعظم .
وقف سعد الحريري على خطورة الموقف الجديد من قبل القادة السعوديين ضده بعد كل الدلال الذي عاشه ونعم به طيلة السنوات الماضية بضخه بعشرات الميليارات من الدولارات ودعمه سياسيأً واعلاميأً، ما دفعه مسرعاُ نحو البيت الأبيض ملتمساً إياهم الوساطة بينه وبين المحمدين ليعود الى لبنان مجبراً على التوجه نحو التيار الوطني الحر والحوار مع الجنرال عون، وهي لعبة لم يجيدها ابداً ما عكر الأجواء بينه وبين العونيين ودفع بفؤاد السنيورة تصديه لتيار المستقبل وتغيير النهج داعياً البلدان العربية الى مد اليد نحو ايران، حيث "أن العداء بين الدول العربية وايران لن يخدم مصالحها أبدا"، مؤكداً "ضرورة بناء علاقات جيدة وبناءة بين هذه الدول وطهران في شتى المجالات"، وذلك خلال كلمته أمام الملتقي العربي الذي عقد في المغرب قبل أيام .
مركز الإعلام الإلكتروني