رأى المستشار السابق للقائد الخالد الرئيس حافظ الأسد "جورج جبّور" أن تركيا في سياستها التي تتبعها في المنطقة تحاول فيها أن تعيد إلى الحياة حُلماً عثمانياً قديماً قائماً على أساس هيمنة تركيا على بلاد الشام.
وقال في حديث لوكالة فارس الايرانية إن الأتراك مايزالون يحقدون على بلاد الشام نتيجة الثورة العربية الكبرى عام 1916 وما تزال ذهنية "جمال السفّاح" موجودة لدى النخبة الحاكمة التركية الحالية.
وأضاف جبور أحبّت تركيا أن تنتصر لشعورها بأنها دولة هامة فقامت بتحويل أنظارها إلى المنطقة العربية الإسلامية بُغية قيادة هذه المجموعة من الدول العربية والإسلامية، معتمدة على أنها دولة ديمقراطية ذات مرجعية إسلامية، وهكذا نشأت الداعشية والتي هي مخلوق لتركيا، ونشأت مجموعات مسلحة في سورية.
وأوضح ان السياسة التركية الآن سياسة صعبة ومليئة بالمخاطر وسياسة تهدد الداخل التركي بالذات ولعلَّ ما قاله الساسة الأتراك مؤخراً من إجراء انتخابات نيابية جديدة يبدو أمراً محتوماً و فيه إشارة إلى التخلخل التركي الداخلي، لأن هناك ثمّة إشكالات داخلية في تركيا أحدها هو أن المكّون الكردي للدولة التركية ليس راضياً عن السياسة التركية، مشيراً إلى أن الجدار الذي تنوي تركيا إقامته مع المنطقة الآمنة غير محددة المعالم.
ونوّه جبّور أن تركيا حين أعلنت أنها سوف تحارب تنظيم "داعش" فإنما كان مقصدها أن تحظى بتحالف مع أميركا وهي في حقيقة الأمر تنوي محاربة الأكراد أكثر مما تنوي محاربة التنظيم، وما الجدار إلا عبارة عن أفكار تركيّة تتسرب من الجهات الحاكمة في تركيا ودلالتها الكبرى هي أن هناك اضطراباً في التفكير السياسي التركي إزاء الواقع الراهن في المنطقة، وبالطبع حين يتحدث اليوم الساسة الأتراك عن انتخابات جديدة إنما يريدون أن يرموا بهذه الاضطرابات إلى الجمهور التركي ليروا رأيه فيها، لكن الجمهور التركي كما أظن أنه سيعود إلى انتخابات لامنتصر فيها وهذا يعني أن هناك خللاً في الرؤيا السياسية التركية إلى ما يجري في تركيا وخارج تركيا مما يحيط بها من جيران.
مركز الإعلام الإلكتروني