الإعلام تايم - دمشق
بمشاركة عدد كبير من علماء الدين الإسلامي ورجال الدين المسيحي في سورية ولبنان والعراق وإيران وفلسطين، نظمت وزارة الأوقاف بالتعاون مع المستشارية الثقافية في سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدمشق اليوم الملتقى الفكري الأول لوحدة الرسالات السماوية ودورها في السلام العالمي.
وفي كلمة له بافتتاح الملتقى أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد أن الرسالات السماوية أنزلت من أجل بناء الإنسان كما أن سورية تمثل النموذج الأول في العالم لتعانق الكنائس مع المساجد، مبيناً أن المسيحيين والمسلمين كانوا على قدم المساواة صناع الحضارة في سورية.
وبيّن الوزير السيد أن الرسالة التي يبعثها انعقاد مثل هذه الملتقيات في دمشق عاصمة الصمود والمقاومة بمشاركة كثيفة من علماء ورجال الدين هي رسالة لوحدة الكلمة والمصير والهدف المشترك في مواجهة العدو الصهيوني.
ومن جانبه، لفت المطران نقولا بعلبكي ممثل غبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس إلى معاني الأخوة والمحبة والرحمة والسلام التي جاء الرسل لتعميقها بين البشر، وقال: "إن السلام لا يتوقف عند نبذ العنف والصراع بل يمتد إلى القلوب لتتلاشى منها البغضاء ويحل مكانها السكينة والتسامح والمصالحة ومحبة الآخرين".
من جهته، قال الدكتور محمد توفيق رمضان البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام "إن دمشق تمثل نموذجاً متماسكاً للمجتمع السوري في تعايشه ضمن فسيفساء متناسقة يعيش فيها المسلمون والمسيحيون أسرة واحدة يقتسمون الكأس المرة والحلوة معا ويشتركون في أفراحهم وأتراحهم منذ فجر الإسلام وحتى يومنا هذا"، موضحاً أن هذا النسيج المتماسك حقق معنى العيش المشترك بين الرسالات السماوية في مواجهة من يريدون المكر بالمجتمع السوري.
من ناحيته، طالب مستشار قائد الثورة الإسلامية في إيران للشؤون الدولية والإسلامية محمد علي التسخيري بنشر قيم العدالة والسلام التي تشكل مطلباً إنسانياً فطرياً لدى الإنسان، مبيناً أن تحقيق السلام والأمان يكون بالحوار المنطقي العقلاني البعيد عن كل أشكال العنف والتطرف، داعياً رجال الدين إلى وضع خطة مشتركة تعتمد على الحوار لحل النزاعات في مختلف دول العالم.
من جهته، أشار مطران الطائفة الأرمنية في طهران سيبوه سركيسيان إلى أن الهدف الأساسي والأهم الذي تتحد فيه كل الرسالات السماوية هو غرس قيم المحبة والسلام والاحترام المتبادل بين اتباعها، مؤكداً أن بناء ثقافة الحوار يمثل واجباً أخلاقياً واجتماعياً ودينياً على جميع بني البشر.
ولفت المطران متى الخوري النائب البطريركي لبطريركية انطاكية وسائر المشرق للسريان الارثوذكس ممثل قداسة البطريرك مار أغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطالكية وسائر المشرق الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم إلى أن الرسالات السماوية في وحدتها وإيمانها بأن السلام حق لكل البشر هي الوحيدة القادرة على نشر ثقافة حقيقية للسلام لأنها أساس كل سلام ولا يتحقق من دونها.
بدوره، قال المونسنيور ميشال فريفر رئيس المحاكم الروحية المارونية بدمشق "إنه لا سلام إلا وحدة الفكر الانساني والفكر الالهي الذي يعد مصدرا لكل سلام في الكون"، مشيراً إلى أنه لا سلام في الارض من دون الرسالات السماوية التي هدفها المحافظة على بناء الانسان بالروح والكلمة والحق.