الإعلام تايم
أكد وزير الأوقاف في حكومة تسيير الأعمال الدكتور محمد عبد الستار السيد، أن سورية لم تحرف البوصلة عن الأقصى وفلسطين وأن المسجد الأقصى حاضر في أذهان السوريين دائماً، مبيناً أن "من قام بإحراق المسجد الأقصى هم أعداء المسيحية والإسلام وهم يقومون الآن بإحراق المساجد والكنائس تحت عباءة مدعي الإسلام من أصحاب الفكر التكفيري الوهابي المتطرف".
وقال السيد في كلمته خلال افتتاح فعاليات المهرجان الثقافي "المساجد والمقدسات في الرسالات السماوية وأثرها في نشر السلام العالمي وعمارة الأرض وسعادة الإنسانية" الذي تقيمه وزارة الأوقاف ومديرية أوقاف دمشق ومجمع الفتح الإسلامي بالتعاون مع مؤسسة القدس الدولية، "إن من أحرق الأقصى نفس المجرم الذي فجر وبنفس الطريقة مسجد الإيمان بدمشق وهؤلاء هم خوارج هذا العصر ويستهدفون اليوم علماء الدين الإسلامي والرهبان والمساجد والكنائس وكل أبناء سورية ومقدراتها".
وأشار السيد الى الأخوة الإسلامية المسيحية مبيناً أن عدوهما واحد داعياً إلى إقامة أسبوع لدعم الكنائس كما المساجد لأنها تعرضت لما تعرضت له المساجد من تدنيس من قبل الصهاينة والتكفيريين المتطرفين.
من جانبه أشار سماحة الدكتور أحمد بدر الدين حسون المفتي العام للجمهورية إلى إنسانية وعالمية رسالة الإسلام، مؤكداً أن دعوة القرآن الكريم لإفراد المساجد لعبادة الله وحده هي السر في "الهجمة العالمية الشرسة على مساجدنا الإسلامية وعلى درتها المسجد الأقصى".
وأوضح المفتي حسون أن استهداف سورية بهذه الحرب الكونية استهداف للأمتين العربية والإسلامية ولمستقبل أبنائنا وأحفادنا، مؤكداً أنه "علينا ألا نجعل مساجدنا حاضنة لجماعات فإنها لله وحده وعلينا أن نخصصها لعبادته وحده لا أن نجعل المساجد ضرارا للتفريق كما يفعل البعض في أقطار من العالم الإسلامي حيث “يبنى مسجد من أجل أن يشتم من على منبره الأئمة والعلماء وتباح الدماء"، داعياً إلى إعادة الرسالة الحقة للمساجد.
من جانبه أكد المعاون البطريركي للسريان الأرثوذكس المطران متى الخوري "أن من يأتي الى سورية يعرف الدين جيدا ويتعلم الغاية الفضلى التي وجد الدين من أجلها ويعرف أن الطريق المستقيم الذي اهتدى فيه مار بولس إلى عبادة الله تعالى يصل الكاتدرائية المريمية بمسجد بني أمية الكبير".
وقال "إن التشريع القرآني انموذج فريد اتسع لكل البشر فلم يتأثر بنزعة عرقية أو عنصرية فلم يفضل مسلما على غيره في القضاء ناهيك عن حرية العبادة والمعتقد ومشاركة الناس أفراحهم وأتراحهم وأخوة السلاح للذود عن حياض الوطن".
وأشار إلى أن أجراس الكنائس وأصوات الأذان في الجوامع ستظل تصدح في ربوع شرقنا العربي مؤكدا أننا اليوم مسلمين ومسيحيين أقوى مما كنا عليه من قبل لأن الظروف الصعبة التي مررنا بها زادت من وحدتنا الإنسانية والوطنية وحملتنا مسؤولية الدفاع عن الإسلام والمسيحية معا وهما الرسالتان اللتان شاء الله تعالى أن تكونا في هذه المنطقة المباركة.
وبين الخوري أن انتهاك المقدسات من مساجد وأديرة في مدينة الله القدس هي عادة للعدو الصهيوني، مؤكداً أن لا شىء يبرر صمت المجتمع الدولي تجاه هذه الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى وكنيستي المهد والقيامة ،إضافة إلى كنائس البصة والشجرة والقديسة بيلاجيا ما تزال شاهدة على تدنيس الصهاينة لبيوت الله تعالى.
ولفت المطران إلى أنه مهما حاول المتطرفون التكفيريون في الموصل فلن ينجحوا في إبعاد المسيحيين عن كنائسهم وبيوتهم و"أنه من واجب المسيحي قبل المسلم أن يحمي الإسلام المبين من حملات التشويه التي يقوم بها أعداء الله ليس فقط في القدس الشريف وانما في سائر أنحاء هذا الشرق".
من جهته أشار رئيس اتحاد علماء بلاد الشام الدكتور محمد توفيق البوطي إلى ما يتعرض له المسجد الأقصى من اعتداءات من قبل الصهاينة وما تتعرض له المساجد الآن على يد "عملاء وأدوات الصهيونية المجرمين الذين ألبسوا أعمالهم عباءة دينية ليحموا الوجود الإسرائيلي على أرض فلسطين من خلال محاولة إضعاف قوة سورية عبر استهداف مكوناتها ومؤسساتها وتدمير المساجد وتحويلها إلى منطلق للعدوان والتدمير".
يذكر أن الأسبوع العالمي للمساجد يتزامن في كل عام مع ذكرى حريق المسجد الأقصى عام 1969 على أيدي المتطرفين الصهاينة.
وكالات