الاعلام تايم - بيروت
أكد السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبيكين "أن الإرهاب موجود في سورية تحت مسميات مختلفة من تنظيم “داعش” إلى “جبهة النصرة” إلى فصائل أخرى قريبة منهما وتتعاون معهما موضحا أن روسيا تنتظر من واشنطن فصل ما تسميه “المعارضة المعتدلة” عن الإرهابيين".
كما أوضح في حديث لصحيفة البناء اللبنانية نشرته اليوم أن روسيا لا تركز في محاربتها الإرهاب على فصيل دون آخر، وقال: تنظيم “داعش” يشبه “جبهة النصرة” وكلاهما يشبهان التنظيمات الأخرى وتشكل هذه المجموعات كلها خطرا من حيث الايديولوجيا والأمن وأساليب القتل والأهداف في سورية وأبعد منها فجميعها تسعى إلى إقامة دويلات لها.
وأشار زاسبيكين إلى أن موسكو لا تنظر إلى مستوى الخطر الإرهابي من زاوية الأراضي الروسية وإنما من زاوية أوسع لأن هذا الخطر موجود في أوروبا وآسيا الوسطى وأميركا ولا أحد يمكنه تصور نفسه في جزيرة آمنة فيما الآخرون في خطر الإرهاب فالكل مستهدف لذلك نقول بجدية التعاون في مواجهة هذه الظاهرة واتخاذ الإجراءات الاحترازية.
وقال زاسبيكين.. إنه تم الوصول “إلى مرحلة تقارب معينة بشأن ضمان وحدة سورية في إطار الحل المستقبلي وتوفير مشاركة شاملة للأطياف السورية كلها في هذا الحل” موضحا أن “الخبراء العسكريين الروس والأميركيين سيلتقون في الساعات المقبلة من أجل اتفاق نهائي بشأن التنسيق في حلب والعودة إلى وقف الأعمال القتالية وفك الارتباط بين المجموعات المسلحة وجبهة النصرة ولكن يبقى أن من السابق لأوانه تقييم هذا الأمر والقول إن تقدما ملموسا حدث”.
كما لفت زاسبيكين إلى أن الخطر الأهم أمام البشرية يتمثل بمحاولات تفكيك الدول وتغيير معالمها عبر إحداث الفوضى التي بدأت منذ عشرات السنين مشيرا إلى أن روسيا لديها هدف الحفاظ على دول المنطقة بل وتتمسك به ولذلك وقفت ضد المؤامرة على سورية وستبقى إلى جانبها لمنع تقسيمها وتبذل الجهود السياسية السلمية ولديها دائما أفق تعمل على أساسه لإغلاق الأبواب في وجه الفوضى وهي بدأت بصنع مفتاح الحل الذي يتطلب مشاركة جميع الدول الفاعلة ومن هذا المنطلق تسعى موسكو لتوسيع دائرة التفاهم مع الجميع باستثناء الإرهابيين.
وحول الموقف من العمليات العسكرية الأميركية والتركية فوق الأراضي السورية أكد زاسبيكين ضرورة مراعاة القانون الدولي لأن أي تدخل خارجي في سورية دون التنسيق مع حكومتها الشرعية سيؤدي إلى توترات ويثير شكوكا في أهدافه.
ورأى أن الأميركيين وغيرهم من الأطراف الإقليمية بدؤوا يعدلون مواقفهم ويتراجعون عن أهدافهم الأولية في سورية لافتا إلى أنه وعلى الرغم من ذلك لا تزال هناك خلافات موجودة مع هذه الدول ولكن الهام إيجاد الحلول ولذلك يبقى التركيز على الحوار مع الأطراف المعنية والمؤثرة لأن البديل خطير جدا إذ بات واضحا للجميع أن الإرهاب لا يهدد سورية فقط إنما أوروبا وأميركا وروسيا والدول الخليجية فيجب الاعتراف بالمصالح الحقيقية وليس بالمصالح الوهمية أو الأهداف التوسعية والعدوانية معتبرا “أن مقولة إسقاط النظم السياسية ليست إلا هدفا عدوانيا”.
وحول التغير المتوقع في مواقف النظام التركي قال زاسبيكين إنه لا يوجد حتى الآن تصور واضح بهذا الخصوص متسائلا “هل تصل تركيا إلى مرحلة إغلاق الحدود أمام الإرهابيين وهو أمر جيد ومهم إذا حصل ولكن لا تصور واضحا يمكن البناء عليه إذا كانت تركيا وصلت حد التعاون في هذا الشأن وان لديها قدرات ونيات بذلك كما أنه لا نتوقع أن يكون هناك تغيير جذري ومفاجئ في السياسة التركية كالابتعاد عن المحور الأميركي أو الخروج من الناتو ولكن هناك تغير في النهج التركي حيث أدركت تركيا أهمية تطبيع العلاقات مع روسيا وهذا الموضوع مهم بالنسبة لموسكو ولكنها تتعاطى بحذر حيث تبدي إيجابية في التعاون الاقتصادي لكن وفق المصالح الروسية”.
وشدد زاسبيكين على أن التغيرات الحالية تثبت بأن الأطماع الأميركية بدأت بالفشل حيث لم تعد الإدارة الأميركية تستطيع أن تقود العالم كله رغم قدراتها العسكرية والاقتصادية العظمى كما يؤكد حلفاؤها أن لا حل من دون روسيا لأزمات المنطقة مبينا أن ما يهم روسيا هو أن تلعب دورا كبيرا في إيجاد حلول لأزمات المنطقة بما فيها سورية والتفاهم لإنهاء الأزمة في اليمن لذلك ترغب بالتواصل مع دول المنطقة في سبيل تسوية شاملة.