الخلافات بين نائب رئيس الوزراء، وعمدة أنقرة تتسع والسلطات القضائية تفتح تحقيقاً، على خلفية الاتهامات المتبادلة بينهما بالفساد والانتماء إلى الكيان الموازي.
تعصف بتركيا حالياً أزمة سياسية عبّر عنها البعض بالفتنة وهي أشبه بلعبة شد الحبل بين تيارين إسلاميين باتا متنافرين، بسبب مزاعم الرئيس رجب طيب أردوغان بشأن مؤامرة يحيك خيوطها الكيان الموازي للإطاحة به من هرم السلطة، لتزيد من تعقيد استعدادات العدالة والتنمية لخوض غمار الانتخابات العامة.
وأطلقت السلطات التركية، الأربعاء، تحقيقا ضد كل من نائب رئيس الوزراء المتحدث باسم الحكومة بولنت أرينتش ورئيس بلدية أنقرة مليح جوكتشك على خلفية الاتهامات المتبادلة بينهما بالفساد والانتماء إلى الكيان الموازي.
التراشق بالاتهامات بين العضوين البارزين
وجاءت تلك الخطوة غير المسبوقة، عقب التراشق بالاتهامات بين العضوين البارزين في حزب العدالة والتنمية في وسائل الإعلام، والذي انجر عنه تقديم عدد من الشخصيات شكاوى جنائية ضد كل من أرينتش وجوكتشك لمعرفة حقيقة تلك المزاعم.
وفي حال توصلت النيابة العامة لعنصر الجريمة، سيتم استصدار إذن من وزارة الداخلية ضد جوكتشك، فيما سيتم تحرير محضر ضد أرينتش نظراً لحصانته البرلمانية.
السلام مع الأكراد ومحاربة المتطرفين
وليست المرة الأولى التي يدور فيها جدل في تركيا بخصوص الخلافات داخل حزب أردوغان، فالتوصل إلى السلام مع الأكراد ومحاربة المتطرفين كانت من أبرز نقاط الخلاف بين صقور الحزب الإسلامي المحافظ منذ أشهر، لكنها لم تظهر للعلن إلا مؤخرا.
ويبدو أن لعنة الكيان الموازي أصابت العدالة والتنمية الطامح إلى استغلال أكبر ما يمكن من الأصوات لنيل الثقة من جديد في البرلمان، وهو ما سيزيد من غموض الانتخابات القادمة.
الخلاف بين الحكومة والرئاسة له تأثير سلبي
واعتبر محللون أن الخلاف بين الحكومة والرئاسة التركية سيكون له تأثير سلبي على مستقبل حزب العدالة والتنمية، وأن تداعياته ستلوح في الأفق بلا شك عقب ظهور نتائج الانتخابات العامة الصيف القادم.
وتدور مزاعم بشأن استغلال أرينتش لوظيفته ومحاولته إخفاء تعامله مع “الخدمة”، بينما يتهم جوكتشك بالحصول على أموال عبر طرق غير شرعية وكذلك استغلال نفوذه.
وفي تعليقه على السجال الدائر بين أرينتش وجوكتشك، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو إن “التصريحات الصادرة من كلا الجانبين خاطئة من وجهة نظر هيئات الحزب أو من حيث الانضباط أو من حيث ثقافتنا السياسية المشتركة”.
وتعود تفاصيل الواقعة عندما دعا جوكتشك المعروف بانتقاداته الاستفزازية والمقرب من أردوغان، نائب رئيس الحكومة إلى الاستقالة بعدما وجه إلى رئيس الدولة الذي ينتقد السلطة التنفيذية، تهمة التسلط.
عمدة أنقرة "لا نريدك"
وكتب عمدة أنقرة على حسابه في تويتر، الاثنين، “لا نريدك”، متهما إياه بأنه قريب من حركة “الخدمة” بزعامة فتح الله كولن الذي أصبح منذ تفجّر فضيحة الفساد أواخر 2013 العدو اللدود للنظام التركي.
محللون يؤكدون أن تداعيات الخلاف بين الحكومة والرئاسة ستهدد مستقبل العدالة والتنمية بعد الانتخابات العامة
بدوره، اتهم أرينتش عمدة العاصمة أنقرة في تصريحات مثيرة مطلع الأسبوع الجاري قائلا إن "مليح جوكتشك يتعاون مع الكيان الموازي وباع أنقرة قطعة قطعة لهذا الكيان"، في وقت طفت فيه على السطح خلافات بين أردوغان والحكومة بشأن مسألة التعاطي مع القضية الكردية.
ويرى مراقبون أن هذه الانقسامات في الحزب الحاكم جاءت نتيجة محاولات أردوغان السيطرة على كل دواليب الدولة عبر استعداده لتغيير النظام من برلماني إلى رئاسي الأمر الذي يرفضه عدد كبير من أعضاء العدالة والتنمية.
ومنذ أكثر من سنة، شن النظام التركي حملة ضد أنصار "الخدمة" المتهمة بتفجير فضيحة فساد ضد أردوغان والمقربين منه.
رسامين كاريكاتيرفي السجن
قضت محكمة في إسطنبول، الأربعاء، بالسجن 11 شهراً، على رسامي كاريكاتير في صحيفة (بينغوين) (البطريق) الساخرة، بتهمة إهانة الرئيس رجب طيب أردوغان، بحسب ما ذكرت تقارير إعلامية تركية.
صحيفة (حرييت) التركية، قالت إن القضاة خفضوا عقوبة الرسامين بهادير باروتر، وأوزر أيدوغان، إلى غرامة تبلغ 7 آلاف ليرة تركية (2500 يورو)، حسب ما أوضحت وكالة (فرانس برس).
وأدين في إطار دعاوى كان خلفها الرئيس التركي عدد من الصحفيين والفنانين أو مواطنين بسطاء بتهمة "إهانة" شخصه.
تركيا تملك ماضياً مثقلاً
وكانت إيما سنكلير ويب من منظمة (هيومن رايتس ووتش) أكدت أن "تركيا تملك ماضياً مثقلاً في الملاحقات بتهمة التشهير، لكن سجن أشخاص بتهمة الإهانة يشكل توجهاً جديداً مثيراً للقلق لا سابق له في السنوات العشر الأخيرة".
مقتل شخص في اسطنبول
قتل شخص وأصيب ثلاثة آخرون، إثر انفجار وقع في مبنى يضم مجلة تابعة لاحد الأحزاب الدينية المحظورة في تركيا بحسب مراسل (بي بي سي).
ورجحت مصادر امنية ان يكون الانفجار ناتج عن عبوة ناسفة وضعت عند مدخل الصحيفة.
الصحيفة تتبع لتنظيم ارهابي
وتقول المصادر إن الصحيفة تتبع لتنظيم يدعى "جبهة مغاوير الشرق الاسلامي الكبير"، وهي صحيفة ناطقة باسم هذا التنظيم الذي أسسه صالح ميراز بيه اوغلو عام ١٩٨٩، الذي اعتقلته السلطات التركية لأكثر من 15 عاما بتهمة الانتماء لتنظيم وصفته بالارهابي، ومحظور في البلاد قبل ان تفرج عنه منتصف العام الماضي.
ويعد الرجل بحسب مصادر اعلامية من دعاة اعادة الخلافة الاسلامية.
مركز الإعلام الإلكتروني