أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الأربعاء 4 آذار أنه حقق بعض التقدم مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في مفاوضاتهما التي سيستأنفانها في 15 الجاري.
وأكد كيري، في ختام 3 أيام من المحادثات، أنه "لا تزال توجد فجوات كبيرة"، لكنه اعتبر أن المطالبة ببساطة بإذعان إيران ليست الوسيلة الأفضل للتوصل إلى اتفاق نووي مع الجمهورية الإسلامية، موجهاً بذلك نقداً مخفياً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين ناتنياهو بعد كلمة الأخير أمام الكونغرس الأمريكي الثلاثاء.
بدوره، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، "أن بلاده قريبة جداً من توقيع اتفاق نووي مع القوى الكبرى إذا تم الاتفاق السياسي على ذلك.
وفي مقابلة مع محطة (أن بي سي) الأميركية، شدد ظريف على أن طهران لا تسعى لامتلاك السلاح النووي رغم الادعاءات الإسرائيلية المتكررة منذ عام 1992.
في غضون ذلك، وصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى السعودية قادماً من سويسرا.
ومن المنتظر أن يبحث كيري آخر مستجدات الملف النووي الإيراني مع القادة السعوديين في الرياض، كما يلتقي نظراءه الأوروبيين في باريس بعد غد السبت للغاية عينها.
وفي ختام لقاءاته الثنائية مع نظيره الإيراني في مونترو، أكد كيري أن أي اتفاق مع إيران سيتضمن فتح المنشآت أمام عمليات التفتيش، لافتاً إلى تقدم في المفاوضات رغم وجود بعض الفجوات.
ومع تحديد موعد الجولة الجديدة من المفاوضات في الخامس عشر من الشهر الحالي في جنيف، يبدو أن مفاوضات الملف النووي الإيراني تتجاوز مصاعبها، شيئاً فشيئاً، وإلى جانب تحرك كيري سريعاً باتجاه الرياض توجهت مساعدته ويندي تشيرمان إلى تل أبيب لإطلاع الاسرائيليين على فحوى المفاوضات، في ما يبدو وكأنها رسائل أميركية تطمينية تشي بحصول تقدم.
وهو ما كشفه مسؤول أميركي للميادين مشيراً إلى تقدم حصل على مختلف المستويات ومن ضمنها آلية رفع العقوبات عن إيران، وأشار إلى أن الشرط الأميركي بتدرج رفع العقوبات هو رهن منطق التفاوض والتنازلات.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني أكد أن بلاده لن ترضخ لاتفاق لا يراعي حقوق شعبها. وخلال اجتماع لمجلس الوزراء قال روحاني إن طهران تريد التوصل إلى اتفاق متوازن يكون لمصلحة المنطقة.
من جهة ثانية، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة، تعمل حالياً مع إيران على التوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني وليس إلى مصالحة بين البلدين، اللذين قطعاً علاقاتهما الدبلوماسية الثنائية منذ 35 عاماً.
فيما دعا نتنياهو القوى العالمية الست إلى الإصرار على تفكيك البرنامج النووي الإيراني وتغيير ما وصفه بالوضع الإقليمي "العدواني".
من جانبه، انتقد أوباما خطاب نتنياهو، مؤكداً أن التوصل لاتفاق مع إيران سيكون أفضل سبيل لمنعها من الحصول على سلاح نووي.
في حين، وصفت الخارجية الإيرانية الخطاب بالممل والمكرر والمليء بالأكاذيب.
هذا وقد كشف استطلاع للرأي ارتفاعاً طفيفاً لشعبية نتنياهو في إسرائيل بعد كلمته في الكونغرس الأمريكي، التي انتقد فيها الاتفاق النووي الذي يجري التفاوض بشأنه مع إيران.
ومن المنتظر أن يحصل حزب ليكود، الذي ينتمي إليه نتنياهو، على مقعدين آخرين ليشغل 23 مقعداً مقارنة مع ما كان عليه الوضع قبل أسبوع.
وكان نتنياهو تعرض لانتقادات شديدة بسبب خطابه في الكونغرس، اعتبرت إصراره على إلقاء الكلمة دعاية انتخابية.
مركز الإعلام الإلكتروني