الإعلام تايم
أكد موقع (دويتشه فيله) الألكتروني الألماني أن عدداً الإرهابيين المتوجهين من ألمانيا إلى العراق وسورية يزداد بشكل لافت، ما يشكل صعوبة على السلطات الأمنية الألمانية لمتابعتهم، مشيراً إلى أن المخاوف تتصاعد مع مرور الوقت من عودتهم إلى ألمانيا والقيام بأعمال إرهابية.
وأوضح الموقع في تقرير له أنه بحسب آخر الإحصائيات التي نشرها مركز الأبحاث البريطاني "اي سي اس ار" فإن عدد الأشخاص الذين توافدوا إلى سورية وصل إلى نحو 12 ألف شخص من 74 دولة وهو ما يعتبر أكبر عملية تعبئة عالمية للإرهابيين منذ عقود فيما تصل نسبة عدد القادمين من الدول الغربية إلى أكثر من الخمس من بينهم400 شخص من ألمانيا.
وحسب مانقل الموقع عن محللين وخبراء في شؤون الجماعات السلفية قولهم: "إن سورية تشكل في الوقت الحالي الموضوع الرئيسي لجذب المتطرفين عبر الإنترنت حيث يتم استخدام وسائل التواصل والإعلام في الترويج للقتال إلى جانب المجموعات الإرهابية."
واعتبر فلوريان إندريس المسؤول عن قسم الإرشاد لمواجهة التطرف الديني التابع لمكتب الهجرة واللجوء الألماني أن السفر إلى سورية للقتال إلى جانب المجموعات الإرهابية يعتبر للعديد من الأشخاص الذين يتم تجنيدهم شكلاً من أشكال تحقيق الذات أو الحصول على الاعتراف بهم بشكل سهل وخصوصاً أن الوصول إلى سورية عبر تركيا لا يتطلب سوى ثلاث ساعات بالطائرة ثم الدخول إلى الأراضي السورية عبر الحدود التركية.
بدوره، لفت مروان أبو تمام المسؤول عن قسم الجريمة من الخلفيات السياسية في مصلحة شرطة الجريمة بولاية راينلاند بلاتينات الألمانية إلى أنه يتم إسناد العمليات الانتحارية للمتطرفين القادمين من ألمانيا وهي عمليات لها دور رئيسي في استراتيجية تنظيم داعش الإرهابي.
وفي هذا السياق، يمكن الإشارة إلى قيام ألماني يدعى فيليب بيرغنربتفجير نفسه قرب مدينة الموصل قبل حوالي شهر ليصل عدد الإرهابيين القادمين من ألمانيا والذين قاموا بعمليات إرهابية انتحارية في العراق إلى خمسة على الأقل.
وأكد الموقع أن السلطات الأمنية الألمانية قلقة من عودة هؤلاء الأشخاص وقيامهم بأعمال إرهابية حيث يشير الخبراء إلى أن العائدين يتكونون من أربعة أصناف الصنف الأول هم الذين عادوا وهؤلاء محبطون من التجربة وقد يتخلون عن فكرة الجهاد، أما الصنف الثاني فهم الذين يعودون بمشاكل نفسية وتجارب قتالية ومن الصعب جداً توقع ردود أفعالهم، أما الصنف الثالث فيتعلق بأشخاص أسندت إليهم مهمة نقل العمليات الإرهابية إلى المجتمعات الأوروبية، فيما يتكون الصنف الرابع من أشخاص كانوا يعيشون ويعملون في ألمانيا بشكل غير قانوني ولذلك فإن عدم معرفة المصالح الأمنية لهوياتهم يجعل الوضع خارج السيطرة.
وأشار الموقع إلى أنه وعلى الرغم من غياب مؤشرات بوجود مخططات للقيام بأعمال إرهابية في ألمانيا إلا أن الحادث الإرهابي الذي شهدته بلجيكا في شهر أيار الماضي، والذي أودى بحياة ثلاثة أشخاص في بروكسل، يشكل دليلاً على خطورة الوضع في حين لم يستبعد وزير الدفاع الألماني الخطر المتزايد للمتطرفين العائدين من سورية والعراق على أمن ألمانيا.
ولتجاوز هذه القضية الخطرة على المدى المتوسط يطالب الخبراء بضرورة وضع برامج مضادة للأفكار المتطرفة على غرار البرامج التي تم تطبيقها للحد من النزعات اليمينية المتشددة.
برلين- وكالات