ماذا لو تغيرت قواعد الاشتباك مجدداً؟ هل يحتمل كيان الاحتلال أي معركة من حربٍ قادمة؟
تشكل هذي الأسئلة وما ينتج عنها هواجس لقادة الكيان الذي يتمادى في اعتداءاته على الأراضي السورية واللبنانية.
سورية حذرت العدو مراراً من استمرار الانتهاكات والاعتداءات، وأكدت أن هذه الاعتداءات الجبانة ستنعكس وبالاً على من يقوم بها ويشجعها، وأن من حق سورية استخدام الوسائل المشروعة كافة للرد عليها، وتحميل كل من يقف خلفها المسؤولية التامة عن تداعياتها الخطيرة.
هذا الكلام يعيه الداخل الصهيوني، وترجم في وسائل إعلام العدو؛ إذ قال معلّق الشؤون العربية في "القناة الـ 12" الإسرائيلية يارون شنايدر إن "لدى الرئيس الأسد تصميماً للرد على الهجمات الإسرائيلية، عبر تفعيل الدفاعات الجوية"، وتحدثت وسائل الإعلام كذلك عن قلق في المؤسّسة الأمنية من محاولات إدخال المسيّرات ومنظومات دفاع جوي جيّدة جديدة إلى المنطقة تحتاج إلى معلومات استخبارية وتقنية لمعرفة كيفية التعامل معها بشكل صحيح.
ويبدو أن العدوان الأخير أثار غضب موسكو أيضاً، ولفت التعليق غير المسبوق عليه الأنظار؛ إذ وجَّه السفير الروسي لدى سورية ألكسندر يفيموف انتقادات حادة لتل أبيب في حديث لوكالة أنباء "نوفوستي"، خلافاً للعادة التي تمثلت في صدور بيانات مقتضبة ترصد مسار الغارة وتحدد نتائجها، ونبه يفيموف إلى أن "الغارات الإسرائيلية المتواصلة من حين إلى آخر على سورية غير قانونية، وتؤثر سلباً في الوضع في المنطقة عموماً".
لهجة يفيموف غير المسبوقة تزامنت مع تقارير تداولتها وسائل إعلام صهيونية عن تفعيل القوات الروسية في سورية منظومات حرب إلكترونية خلال الاعتداء الأخير على محيط دمشق، وسبّب تفعيلها أعطالاً في عمل نظام تحديد الموقع العالمي "جي بي إس" في المنطقة حيث نطاق تغطية هذه المنظومات الدفاعية الروسية "المتقدمة والقوية" تطال شرق المتوسط، ويحول تفعيلها دون هبوط طائرات في مطارات الكيان.
لطالما توقع الكيان رداً على اعتداءاته في أي لحظة، ما يثير مخاوفه وقلقه صعوبة تكهن المكان والزمان والآلية، فأصحاب الأرض يبرعون في عنصر المفاجأة، ولا يزال شبح حرب تموز 2006 يلوح خلف نوافذ قادة الاحتلال ومستوطني الأرض المحتلة.