لا وجود لأي دليل على غزو روسيا أوكرانيا.. أعلنتها الخارجية الروسية صراحة مؤكدة أن الإعلام يواصل لعب دوره السلبي عبر التضخيم والتأثير في الرأي العام العالمي والتجييش ضد موسكو، وفي هذه الأثناء لمعت مبادرة فرنسية ألمانية تحدثت عنها مصادر إعلامية لإيجاد حل للأزمة الأوكرانية، وتجنّب السقوط في هاوية الصراع، ومن الواضح أن لدى أوروبا مقاربة مختلفة عن المقاربة الأمريكية في ما يتعلق بالمخاوف الأمنية الروسية التي شرحتها موسكو في رسالتها إلى الدول الغربية، خصوصاً ما يتعلق بالضمانات التي تريدها حول عدم التوسع شرقاً، وعدم وجود قوات لحلف الأطلسي في أوروبا الشرقية.
وتحدثت المصادر عن رسالة ضمنية إلى الكرملين بعثها الرئيس الفرنسي قبيل وصوله إلى موسكو عبر صحيفة "لوجورنال دو مانش"، أكد فيها أنه من المشروع "طرح روسيا مسألة أمنها الخاص"، وهذا يعني أن هناك تفهماً لمطالب روسيا، لكن الأمر يتطلب وضع ذلك في إطار جماعي للأمن الأوروبي، إذ لا يجوز أن يتم ضمان أمن أية دولة على حساب أمن دولة أخرى.
وبعد محادثاته في الكرملين مع بوتين على مدى خمس ساعات، أكد ماكرون أنه عرض "بناء ضمانات أمنية ملموسة لكل الدول المعنية بالأزمة الأوكرانية"، وقال: "لا أمن للأوروبيين ما لم يكن هناك أمن لروسيا".
وكانت كييف محطة الرئيس الفرنسي بعد موسكو للاجتماع بالرئيس الأوكراني ليعرض عليه نتائج محادثاته في موسكو، وما يحمله من أفكار روسية، كما سيحثه على الامتثال لاتفاقيات مينسك.
وأشارت المصادر إلى أن ألمانيا من جهتها، التي فضّلت عدم إرسال أسلحة إلى أوكرانيا، كما فعلت بعض الدول الأوروبية الأخرى، تريد استخدام الدبلوماسية كأداة لتخفيف التوتر، ولهذا تحرك المستشار شولتس، بالتناغم مع ماكرون، باتجاه واشنطن مقدمة لزيارة موسكو وكييف، فأوروبا التي أُنهكت في حربين عالميتين لا تريد أن تكون ساحة لحرب أخرى.