الاعلام تايم _ الاخبار
علمت صحيفة "الأخبار" علمت من مصادر متقاطعة أنّ عمان قطعت شوطاً كبيراً بالتنسيق مع موسكو وبرضى واشنطن على إنجاز نظرية المناطق الآمنة في الجنوب والبادية الشرقية السورية التي تصل حدوده بالحدود العراقية، عبر آلاف المسلحين المحسوبين عليها.
الاخبار وتحت عنوان سباق المكاسب السورية: "منطقة آمنة" أردنية، كتبت مقالاً قالت فيه إن"الكل مدرك حاجة المرور عبر طريق موسكو تنسيقاً لـ"مشاريعه" وموسكو من جهتها، لا تمانع الانفتاح على الجميع، طالما أن مقدار ذلك لا يقوّض نصر حلب ولا يهدد الدولة السورية بنظرها.. وهذا الانفتاح اليوم ينحو باتجاه الأردن، لا بل إنّ مشاورات وخطوات عملية عديدة جرت في هذا المجال".
وأكدت الصحيفة أنّ ما يميّز السياسات الأردنية أنها المرآة الأكثر تعبيراً عن التوجهات الأميركية في المنطقة، ولا يمكن أن تخطو أي خطوة غير مظللة ومحمية من واشنطن.
وأضافت الأخبار أنه بعد حلب، نُقلت الأعين نحو "المنطقة الباردة": إلى الجنوب.. حيث أن تل أبيب رفعت الصوت تجاه الخطر القادم نحو حدودها بعد حسم معركة عاصمة الشمال.. فيما الجانب العملي ظهر في أروقة عمان. فالمملكة تريد استنساخ التجربة التركية على طريقتها، لكن بِعلم موسكو. وهذا الأداء الأردني يحول دون اضطرار تل أبيب إلى التدخّل المباشر. فهي توفّر مصالح إسرائيل بالوكالة عنها، وتوفّر لها ما تريد وتفيد المسلحين العاملين تحت مظلتها.
الاخبار، نقلت عن مصادر أيضاً أن عمّان أبلغت موسكو استعدادها للعمل على تطبيق فكرة المناطق الآمنة في الشرق السوري من حدودها إلى أجزاء كبيرة من الحدود العراقية، وأيضاً في جانب من حدود الشمال مع الجنوب السوري.. حيث تسوق لتصوّر يفيد بأنّ المناطق الآمنة أسهل تطبيقاً في الجنوب، عكس التداخل الكبير في الشمال حيث "داعش" و"النصرة" والأكراد والجيش السوري وغيرهم. أما في البادية الشرقية والجنوب، فمناطق الانتشار أوضح بنظرهم، ويوجد للأردن جماعات على الأرض.
مسؤولون أردنيون أخبروا زائريهم أن عليهم اتخاذ إجراءات لحماية الحدود والاستقرارفي وقت تفر فيه عائلات "داعش" من الرقة، وقد تم الاتفاق مع الروس على عدم الاغارة على تلك المناطق، واضافت الاخبار أن خطوات عمان المنسقة مع موسكو، ظهرت منذ زيارة الملك عبدالله الثاني لروسيا في 25 كانون الثاني الماضي، حيث اتفق مع المسؤولين الروس على خطوات عديدة، أبرزها تفكيك غرفة عمليات "الموك"، بالإضافة إلى البدء بتشكيل وتنظيم فصائل "الجيش الحر" في إطار مواجهة "داعش" و"النصرة".
ويهدف الأردن بتقرّبه من موسكو إلى تأمين دور أساسي في المفاوضات، بالإضافة الى محاولة فرض منطقة آمنة تجاوباً مع المطالب "الترامبية" بهذ الخصوص. وظهر هذا التوجّه بإرسال عمان قياديين من الفصائل الجنوبية التابعة له إلى أستانة، تقول الاخبار.
الجانب الروسي نقل الى قيادات عسكرية سورية التنسيق الروسي الاردني، و
أشعور عمان بالخطر القادم من داعش وجبهة النصرة على حدودها، وخصوصاً بعد فشل كل محاولات الجيش الحرّ في قتال داعش وإرغامها على التراجع في منطقة حوض اليرموك التي تحدّ إسرائيل والأردن.. فيما أوحت موسكو بالصدق الاردني الذي جاء متزامنا مع الغارات الأردنية الأخيرة في الرابع من الشهر الجاري على مواقع "داعش" ضمن مبادرات حسن النيّة.
الصحيفة لم تتوقف عند هذا الحد فسلطت الضوء على الخذلان الاردني من قبل المجموعات التي تدعمها والتي دخلت ضمن صفوف النصرة في المعركة الاخيرة التي أطلقتها الاخيرة باسم معركة "الموت ولا المذلة" حيث أرادت "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة وحلفاؤها) توجيه رسالة للأردن مفادها أنها ستدفع ثمن دخولها في المفاوضات مع روسيا.
"النصرة" تبنّت العملية كاملة من التخطيط إلى التجهيز، ثم جمعت الفصائل القريبة من الأردن وأقنعتها بالمشاركة "لما ستحصل عليه من مكاسب في حال نجاحها"، وفق مصدر ميداني في الجنوب السوري. تدخّلت عمان قبل بدء المعركة، وطلبت من الفصائل الموالية عدم الدخول الى جانب "النصرة"، لكن بعدما أبدت "الجبهة"إصرارها على خوض العملية، ولمنعها من السيطرة وحدها على مناطق جديدة في حال النجاح، دخل الجميع في "غرفة عمليات البنيان المرصوص".
ويأتي ذلك بعدما وجدت "النصرة" نفسها في وضع حرج، فهي ستكون مستهدفة مستقبلاً من الفصائل الجنوبية "المعتدلة"، إضافة إلى الجيش السوري. لذا أرادت فرض نفسها على الفصائل الأخرى في المنطقة، وذلك من خلال تحقيق إنجاز ميداني كبير.
وهدفت أيضاً، إلى إظهار قدرتها في الجنوب، ما يضعف موقف الاردن في المفاوضات، إضافة إلى أهداف عسكرية أخرى تتمثل في توسيع المنطقة الواصلة ما بين الريفين الشرقي والغربي لمحافظة درعا، وبث روح جديدة في الفصائل الجنوبية للقتال والتخلي عن المصالحات التي تجتاح الجنوب.
الاردن هنا بحسب الاخبار وبعد مرور ثلاثة أيام على بدء العملية، وجد نفسه محرجاً أمام القيادة الروسية التي لم توفّر جهداً لإقناعه بضرورة فرض الانسحاب على الفصائل المشاركة في الهجوم على حيّ المنشية (أقفلت عمان خلال العملية حدودها ومنعت إدخال الجرحى).. فالعملية لم تحقق أهدافها المحددة مسبقاً، ولم يستطع المهاجمون إبعاد الجيش السوري عن "طريق الجمرك القديم"، ودرعا المدينة ما زالت آمنة، والجيب الذي سيطر عليه المسلحون داخل المنشية لا يغيّر شيئاً في الوضع العسكري العام في المنطقة.. فيما الطائرات الروسية تدخّلت في المعركة بشكل لم يحصل في الجنوب من قبل، إضافة الى الطائرات السورية التي لم تغادر الأجواء طيلة فترة العمليات.
وختمت الصحيفة بقولها "اليوم، بعد فشل الهجوم، عادت القيادات الروسية للقاء قيادات في "الفصائل المعتدلة" التي "يجب"أن تتوحد بهدف قتال "داعش والنصرة". وأكدت موسكو للمسؤولين السوريين ضرورة إكمال المشروع الجنوبي حتى من بعد العملية الأخيرة، وذلك بهدف التضييق على "النصرة" بشكل أساسي.