نشر موقع (عرب تايمز ) تقريراً ينتقد مساندة قطر للعراق في حربه ضد الإرهاب جاء فيه:
لو سلّمنا جدلاً بأن الاطلالة الدبلوماسية لوزير خارجية قطر في العراق لا شأن لها كما قيل بمساع كويتية قطرية لغرض إطلاق سراح الإرهابيين القطريين الذين تم أسرهم من قبل كتائب حزب الله العراق في الأنبار مؤخراً، وأن الأمر لا يعدو سعياً دبلوماسياً عادياً لإعادة فتح سفارة قطر في بغداد، في أول زيارة رسمية لمسؤول قطري إلى العراق منذ عام 2003، فإننا نكون قد شهدنا كما شهد الملايين عرضاً مسرحياً باهتاً لا يصلح أن يعرض إلا في مسارح الدرجة العاشرة، ولا يقوم بأداء أدواره إلا ثلة من الكومبارس يديرون حواراً يستدعي عند متابعة بعض مفرداته اطفاء الانوار، واغلاق الستارة درءً للفضائح، وستراً للمهازل... بل واحتراماً للجمهور من أن مما يبدو استخفافاً بعقله، واستهانة بذكائه.
فأن تجد رئيس الدبلوماسية القطرية يعلن في المؤتمر الصحفي الذي شاركه العرض الهزلي فيه وزير خارجية العراق إبراهيم الجعفري ما نصه: قطر تسعى للتعاون مع العراق للقضاء على الإرهاب وخاصة على تنظيم "داعش"!!!!، سعياً من البلدين للقضاء على هذا التنظيم الإرهابي، بل وأكد العطية على "دعم بلاده الكامل للحكومة العراقية في جهودها لمكافحة الإرهاب".
ومن ثم ختمها بالركن الثالث من تصريحاته التي أطرق لها البعض استحياء من دماء الشهداء التي صبغت أرض العراق وحيث لم يجف بعضها حتى اللحظة في غربه حين ثمّن "الانتصارات التي حققها العراقيون على العصابات الإرهابية"!!!. ترى مَنْ كان يستخف بعقل مَنْ! أهو الوزير القطري الذي كان يسوّق بضاعة فاسدة أزكمت رائحتها الأنوف وامتعض من مجرد عرضها الشرق والغرب حين قبلها ظاهراً مضيّفوه؟ أم الحكومة العراقية التي بدت مستنفرة وهي تقف على رجل واحدة وهي تتعاطى مع فصول هذه الملهاة العبثية السمجة بارتياح غير خفي، وتحاول جاهدة أن تستخف بعقول العراقيين؟
أيعتقد هؤلاء اللاعبين أن الكلمات المنمقة والعبارات الفضفاضة تستخف عقول الناس فيوافقونهم على مدعياتهم وأكاذيبهم، وأن قطر قد انعطفت سياستها الداعمة علناً للارهاب بل وتحولت إلى خصم له، ومؤيدة لمحاربيه!!، وهي في نفس الوقت كانت تستضيف وتروج في قناتها بواسطة مذيعها المصري أحمد منصور للجولاني زعيم "جبهة النصرة" المسؤولة عن مقتل آلاف المدنيين في الغرب والشرق، بل والمصنّفة عالمياً كمنظمة إرهابية ، وحيث ألحق هذا التنظيم بهما!! بل لم يمض وقت طويل عن التصريح العلني والصريح لنائب الرئيس الامريكي جو بايدن وهو يتهمها والسعودية وتركيا بدعم الإرهاب، وحيث جاء ذلك متزامناً مع حملة غير مسبوقة من الصحف الأمريكية تنحو نفس هذا المنحى.
مجلة (فورين بوليسي) الأميركية نقلت عن المدير السابق لأحد المراكز الأمريكية الأوربية المشتركة لمكافحة تمويل العمليات الإرهابية جين لويس بروغير قوله: إن قطر تقوم بتمويل علني لجبهة "النصرة" بهدف زعزعة استقرار المنطقة.
ومثلها قالت صحيفة (نيويورك تايمز الأمريكية): إن دعم قطر للمتطرفين في الشرق الأوسط ينفر منها حلفاءها داخل وخارج المنطقة، بل وفي اتهام صريح نقله موقع "Washington Free Beacon" الأمريكي حذّر فيه النائب الجمهوري الأمريكي "دوج لامبورن" ، في خطاب وجهه إلى وزير الدفاع الأمريكي آشتون كوشتر، من أن العلاقات العسكرية الأمريكية مع قطر تسمح للأخيرة باللعب على ما وصفه بـالجانبين.
وقال: إن قطر تتحول إلى محور لتمويل "داعش" فى الوقت الذى تستخدم فيه الولايات المتحدة هذه الدولة الخليجية كقاعدة كبرى للعمليات، بل وأن قطر أضحت ملاذاً آمناً لعدد متزايد من أتباع "داعش"!!! .
ثم أي متفرّج لهذا الاستعراض المبهر، ينسى الوثيقة التي تناقلتها العديد من وكالات الأنباء والصادرة عن السفارة القطرية بالعاصمة الليبية، طرابلس، والتي تفيد بأن قطر استطاعت تجهيز نحو 1800 متطوع من دول المغرب العربي وشمال إفريقيا للقتال في العراق إلي جانب صفوف تنظيم "داعش"، بل وما الحق فيها من ورقة موقعة من قبل القائم بأعمال السفارة القطرية في ليبيا نايف عبدالله العمادي، وفيها أن "العناصر المتطوعة أنهت تدريبات عسكرية وقتالية، وتدربت أيضاًعلي التعامل مع الأسلحة الثقيلة، خاصة في معسكرات (الزنتان وبنغازي والزاوية ومصراتة) في ليبيا"، وحيث اقترح العمادي علي حكومة قطر إرسال هؤلاء الإرهابيين على شكل 3 دفعات عبر الموانئ الليبية إلي تركيا، ومن ثم الدخول إلي شمال العراق عبر إقليم كردستان..
بل ولعل استقراء متعجّل يظهر المدى الذي تؤديه قطر إعلامياً من خلال أشهر قنواتها الجزيرة، بل وبواسطة شيوخ الفتنة والضلال كأمثال القرضاوي وغيره في رفد الإرهاب ودعمه، ليظهر كمّ التعاطف والتأييد ل"داعش" وخصوصاً بين القطريين أنفسهم.
فقد كشفت دراسة إيطالية أعدها مجموعة من الأخصائيين في جامعة ميلان تم من خلالها استقصاء أكثر من مليوني تعليق في اللغة العربية فحسب، على مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر، وفيس بوك وغيرهما، ولمدة 3 أشهر فقط، أن قطر تحتل المرتبة الأولى في دعم "داعش" والترويج له، وكانت نسبتها 47.6 ٪ من نسبة من تم استقصائهم في دول العالم جميعاً، على ما نشرته صحيفة الغارديان!!! .
وحيث يترجم ذلك على أرض الواقع في ما ذكره أحد التقارير المخابراتية من أن هناك قرابة المليون دولار شهرياً ترسل من خلال قطر إلى جبهة النصرة الإرهابية كتبرعات أهلية، ناهيك عما ذكره من أن خزانة "داعش" تتلقى مليوني دولار شهرياً من الحكومة القطرية، بل ويحدد التقرير 4 بنوك تقوم بعملية إرسال النقود عبر فروعها إلى المركز المالي للتنظيم.
وهذا يتوافق ضمناً بما أكّده مؤسس حركة الجهاد السابق الشيخ نبيل نعيم من أن قطر هي الداعم الأول لتنظيم "داعش" الإرهابي، وجماعات التكفير في سيناء فمن يصدّق بعد هذا أن قطر باتت شريكاً فعلياً في محاربة الارهاب، وأنها تساند العراق في حربه ضد "داعش".
مراوغة مكشوفة تستلزم موقفاً صريحاً لا بد منه يستند على المعطيات الميدانية يفصل فيه بين الحقيقة القاسية المفضوحة، وبين الاستسلام للوهم الكاذب.
مركز الإعلام الالكتروني