ضمن سلسلة ندوات مواجهة الغزو الثقافي شهد المركز الثقافي العربي في أبو رمانة أمس 13/6/2022 ندوة ثقافية حوارية حول دور الإعلام والثقافة في مواجهة الغزو الثقافي والتطبيع، شارك فيها العميد الركن الشاعر غالب جازية رئيس فرع الإعلام في الإدارة السياسية للجيش والقوات المسلحة، والإعلامي الباحث الدكتور منذر علي أحمد مدير الإعلام الإلكتروني في وزارة الاعلام، والإعلامي والباحث باسل نيوف، وأدار الحوار الإعلامي والشاعر محمد خالد الخضر.
قدم العميد جازية عرضاً لمفاهيم عديدة تتعلق بالغزو الثقافي والمصطلحات الإعلامية المرتبطة به كالعولمة و الحرب الناعمة والحرب النفسية.
كما تحدث عن أهمية تدارك المجتمع للخطر الإعلامي القادم عبر المؤسسات الإعلامية التي تحاول بث السموم عن طريق الترويج للمحتوى الهابط، وتحدث عن مفهوم العقيدة الراسخة التي تحافط على كيان المجتمعات والتي كانت جزءاً راسخاً وركناً أساسياً من صمود جنودنا ومقاتلينا طوال السنوات الماضية من الحرب الظالمة على وطننا، ورأى بأنها تشكل عماداً أساسياً للتماسك، وأن غيابها يعني التشتت والضياع والهزيمة.
كما تحدث العميد عن ضرورة صناعة شخصيات ذات جاذبية واطلاع لتقديم المعلومات للجمهور كما تحدث عن الجيش السوري الإلكتروني ودوره الأساسي في الحرب.
بدوره تحدث الدكتور منذر علي أحمد عن خطر ذوبان الهوية العربية وضياعها وخاصة بعد اقتراب نهاية عصر "الاعلام التقليدي" عصر الاتصال الجماهيري الواسع النطاق، وسيطرة تقنيات ووسائل ومفاهيم الإعلام الجديد و سيطرة المحتوى الذي يقوم بالترويج له من يملكون التكنولوجيا ويستطيعون استخدامها كنجوم والمشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي (اليوتيوبر أو الإنفلوينسر).
كما تحدث د. منذر عن سياسات وممارسات وأدوات العولمة والأمركة والتغريب حيث قال "هي مسألة طويلة، فنحن أمام محاولات جدية لإحداث حالة من التجانس العالمي للثقافات، وذكر نظرية دوامة الصمت للباحثة الألمانية إليزابيث نيومان كما تحدث عن قوة التأثير للإعلام الغربي وما شهده من سيطرة لقنوات CNN والتأثير الذي أحدثته بما بات يعرف لاحقاً CNN Effect ، فبفضل القوة التي يتمتع بها الإعلام الغربي تمارس قوة على الفرد تؤدي إلى أن يفرض على الفرد تشكيل رأية طبقاً للرأي العام السائد في المجتمع المتواجد فيه ليتكون الرأي العام بما يتفق مع الأفكار التي تدعمها وسائل الإعلام فيتشكل الرأي العام الجماهيري الموحد، أما المعارضين للتوجه فإنهم يتخذون موقف الصمت لاضطهاد الجماعة وخوفا من العزلة الاجتماعية، بالتالي اذا كانوا يؤمنون بآراء مخالفة لما تعرضه وسائل الاعلام والاتصال فإنهم يحجبون آراءهم الشخصية ويمتنعون عن المشاركة في الحديث وهنا يكون الصمت هو تعبير عن الرفض لا القبول، اتجاه مواقف وقضايا قد تكون تمس حياتهم اليومية ظاو قد تكون تبعد عنهم آلاف الأميال.
ونوه د.منذر إلى اهمية تحصين المجتمع بدل فكرة الأنغلاق بكونه الحل الأمثل في مواجهة السياسات الرامية لمحو الهوية والشخصية العربية وتذويبها مع ثقافات أخرى غريبة عنها.
في حين تحدث الأستاذ باسل نيوف عن مشكلة الانبهار بالغرب وبما يقدمه والتشبه به خاصة في مسألة المرجعيات والاستشهاد بمراجع غربية، فقط لمجرد كونها غربية، دون إدارك التوجهات الأساسية لهذه المرجعيات ورسائلها المبطنة وكتاباتها التي يمكن ان تكون ضدنا وتستهدفنا في وجودنا.
كما تناول أ.نيوف مسألة ضرورة صناعة قادة الرأي وأهميتها في هذه الفترة وضرورة متابعة مايقدم لجيل الشباب
وتضمنت الجلسة مناقشات ومداخلات عديدة من الحاضرين وعددا من الأسئلة للأساتذة المشاركين في الندوة، حيث ذكر الأستاذ عماد نداف وتحدث عن أهمية الدراما ورسائلها الإعلامية كما تسائل عن الحلول التي تقدمها القيادات الإعلامية لمواجهة الغزو الثقافي كما فعلت الدولة مثلا بمرض كورونا كيف أنها اعدت رسائل تحذيرة ذات قيمة عالية.