برعاية وزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية وبحضور الوزير علي حيدر و سفير جنوب إفريقيا في سورية شون بيندفيلت، أقامت مكتبة الأسد في دمشق اليوم 26 تشرين الأول، محاضرة "بعنوان المصالحة الوطنية وبناء السلام تجربة جنوب افريقيا".
وأكد حيدر أن تجربة المصالحة التي أنقذت جنوب افريقيا وجعلتها في مصاف الدول المتقدمة قامت على كلمة "المصالحة" التي نحتاج إليها في سورية ونعمل على تحقيقها، ونحن جميعاً أدواتها التنفيذية لأن صاحب المشروع وهو الرئيس بشار الأسد عبر منذ بداية الأزمة أن الحل في سورية يمكن بالمصالحة الوطنية وحدها.
وأشار حيدر إلى حاجتنا كسوريين إلى عملية توافق وطني على أساس التسامح والعدل وإزالة اّثار الماضي الأليم الذي علق بأذهان السوريين"، وإلى امتلاك الجرأة لمعالجة الوضع والتي تعتبر إحدى المقدمات الضرورية للمصالحة، "فعملنا يجب أن يكون عمل فريق واحد بعيدا عن الجزئيات، سورية والسوريون يستحقون ذلك، ويمتلكون قدرة إثراء الحوار الثقافي التفاعلي وبناء الدولة المدنية الحديثة والأفكار الأفضل لمستقبل البلاد". وأضاف: جنوب إفريقيا حولت الحلم إلى حقيقة بفضل رجال مقاومين منهم، ومن بينهم العظيم الراحل نيلسون مانديلا الذي قال: إن الضحية لا تنسى الظلم الذي وقع عليها، لكنها يمكن أن تغفر وتسامح، بهذه الكلمات استطاع أن يثري المصالحة والتي ساهمت بنهضة إفريقيا وكانت الأساس بنشر ثقافة السلام والحرية و العدل، في وقت العالم هو بأمس الحاجة لها.
وتابع حيدر قائلاً " جنوب إفريقيا تحولت بالفعل من دولة متوترة إلى دولة مواطنة وحداثة، وإن القدرة الفائقة على التسامح كان العامل الأساسي لإنجاز وإتمام المصالحة". وتساءل حيدر هل كان مشروع المصالحة الوطنية في جنوب إفريقيا مفروش بالياسمين؟؟؟ دون شك الجواب لا، لأنه كما هناك متطلعون للحرية فهناك متضررون بأي بقعة في العالم، ولكن روح المسامحة والغفران هي التي تنتصر في النهاية.
واعتبر حيدر أن "المصالحة التي طرحها مانديلا هي التي أخذت البلاد إلى الدولة المدنية العصرية التي حلم بها"، والتي تقوم على أساس المواطنة والمساواة بين الجميع بغض النظر عن الجنس واللون والعرق، فصناديق الاقتراع والعدل هو الذي عمل عليه مانديلا". من جهته قال بيندفيلت: " إن 2015 يشهد مرور 21 سنة على الحرية والديمقراطية التي حققها مانديلا، واليوم نشارك مصالحتنا الوطنية واحتفالنا مع شعب سورية العريق، ونشاطركم قضيتنا لأننا نحترم شعبكم، ونشكركم على دعمنا بنضالنا للوصول إلى الحرية، ومبتغانا تقوية علاقتنا وتمتين روابطنا لإقامة دول أكثر عدالة وأكثر إنصافاً، واليوم بالتأكيد أفضل من البارحة".
خاص- الاعلام تايم