دعا المفكر العربي أنيس النقاش منسق شبكة أمان للدراسات الاستراتيجية خلال ندوة حوارية نظمها اتحاد الكتاب العرب تحت عنوان "حتمية سقوط المشروع الصهيوني الأمريكي واستثمار عوامل السقوط" إلى بناء سياسات إيجابية على المستوى الإقليمي تشكل "ركيزة للانطلاق في بناء منظومة قادرة على إفشال جميع المخططات المرسومة للمنطقة في ظل التكتلات الدولية الكبرى."
وأشار النقاش خلال الندوة التي أقيمت أمس الأحد في مبنى الاتحاد بالتعاون مع اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني إلى أن الأزمة في سورية تأتي في سياق الصراع على المنطقة الذي "بدأ من اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور لتثبيت قيام الكيان الصهيوني في قلب العالم العربي وتقسيم المنطقة إلى دويلات متقاتلة."
ولفت إلى أن سورية كانت الرافعة القومية في المنطقة والحاضن الأساسي للمقاومة الفلسطينية واللبنانية إضافة إلى "تحالفها الإقليمي مع إيران عقب إعلان الثورة الإسلامية فيها" مؤكدا أن القوى الغربية عمدت إلى تغيير أسلوبها في المنطقة من خلال "سياسات الاحتيال والتغلغل في المجتمعات عبر تفتيتها مذهبيا وطائفيا واثنيا" لتلعب دور الحكم في المنطقة وتعيد ترتيبها من جديد.
بدوره أشار الباحث الفلسطيني كمال حصان إلى أن سورية تخوض حالياً حرباً شرشة ضد قوى الشر والظلام ومن يغذيها من دول إقليمية وعالمية نتيجة مواقفها الثابتة ومبادئها الراسخة التي لم تتزحزح عنها رغم كل الضغوطات التي تعرضت لها خلال السنوات الماضية، مبيناً أن المشروع الصهيوني "لن يكتب له الاستمرار والبقاء لكونه دخيلاً على المنطقة" رغم كل الدعم المادي والتأييد الذي يحظى به من الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية.
ولفت المحاضر الدكتور اسماعيل مروة إلى أن المواطنين السوريين لم يفقدوا بوصلتهم رغم الأزمة الراهنة حيث "بقيت فلسطين قضيتهم المركزية" كما لم يتخلوا عن فكرهم القومي ومؤسساتهم.
من جانبه أكد رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور حسين جمعة أن المشروع الصهيوني الأميركي يعمل على تنفيذ "مشروع تفتيتي في المنطقة من خلال تأييد ودعم الإرهابيين والمخربين وضرب عناصر القوة في سورية" لافتاً إلى أهمية العمل على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية وبناء الإنسان المنتمي للأرض والعروبة كمشروع مقاوم في وجه الصهيونية.
من جهته بين الأمين العام لحركة الاشتراكيين العرب أحمد الأحمد أن المشروع الصهيوني سقط في دمشق والدور المعادي الذي تلعبه كل من الولايات المتحدة والصهيونية الرامي إلى تدمير سورية "محكوم بالفشل لأن روسيا والصين تنتهجان في المقابل دوراً ثابتاً في مقاربة الأزمة والدفاع عن سورية" لاسيما أن العالم تغيرمع ظهور قطب عالمي جديد.