الاعلام تايم_خيرية أحمد
"نحن دعاة سلام, نحن لا نريد الموت لأحد، نحن ندفع الموت عن أنفسنا، نحن نعشق الحرية، ونريدها لنا ولغيرنا, ونكافح اليوم, كي ينعم شعبنا في الغد"..
"الاستقرار هو ما يسعى وراءه الصين، والسلام العالمي هو ما يتطلع إليه"..
عباراتان تؤكدان الرابط المشترك لتاريخ السلام الذي تدعو له كل من سورية والصين.. فالأولى قالها القائد الخالد حافظ الاسد، أما الثانية جاءت على لسان الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي عيّن قبل أيام مبعوثاً صينياً خاصاً الى سورية سعياً من بكين لإعادة السلام الى سورية.
المتحدث باسم وزارة الخارجية هونغ لي حول تعيين المبعوث اعتبر أن تعيين الصين مبعوثها الخاص بسورية يساعد على دفع عملية السلام، ونقل حكمة ومقترحات الصين بشكل أفضل، وتعزيز المفاوضات مع كافة الأطراف المعنية؛ من أجل دفع التوصل لحل ملائم للأزمة السورية"، وذلك بعد الاعلان عن تسمية "شين شياو يه" الدبلوماسي الذي عمل سابقاً سفيراً في إيران ولديه دراية بمنطقة الشرق الأوسط، كمبعوث خاص الى سورية.
وتعليقاً على قرار التعيين، رحبت روسيا على لسان رئيس الشؤون الإدارية في الكرملين سيرجي إيفانونف "سيحمل تعيين الصين لمبعوث لها في الأزمة السورية تأثيراً في موازين اللاعبين الكبار والضغط في هذا الملف، ويوجد ارتياح في موسكو لأن الصين تتمتع بحق الفيتو في مجلس الأمن، وهذا سيساعد الكرملين في كل مبادرة تتقدم بها في القضية السورية في مجلس الأمن، وسيرتفع التنسيق بين بكين وموسكو حول الملف السوري".
فيما التزم البيت الأبيض بالصمت حتى الآن، فلم تعلق وزارة الخارجية الأمريكية على قرار التعيين، كذلك الأمر بالنسبة للاعبين الاوروبيين.
وليست هي المرة الأولى التي تعبر فيها الصين عن دعوتها للسلام ورفضها للإرهاب الذي تتبناه الولايات المتحدة والدول الغربية وتركيا، وتدعمه وتموله دويلات الخليج، فهي ترفض التدخل في الشؤون الداخلية لدول الشرق الأوسط والعالم ككل، فقد رحبت بجهود حل الأزمة السورية بشكل سلمي ضمن إطار مؤتمر جنيف 1، وأكدت أيضاً على ضرورة التزام الدول بسيادة سورية واستقلالها ووحدتها الوطنية وسلامة أراضيها، وأن الشعب السوري وحده من يقرر مصير ومستقبل بلده.
كما أن الصين استخدمت الفيتو أربع مرات لإسقاط مشاريع قرارات تبنتها الولايات المتحدة في مجلس الأمن، وتأكيداً على الثبات في مواقفها، ورفضت المشاركة في "مؤتمر أصدقاء سورية".
تاريخ العلاقات الصينية – السورية، يعود إلى مئات السنين، وما بين العقد الخامس والسادس الماضي وقعت الصين مع سورية نحو ستة عشر اتفاقية ومعاهدة، كما دعمت صمود سورية في التصدي للأسطول السابع الذي أرسلته تركيا لتهديها بتحريض أمريكي، وجرى أول تعاون ثقافي بين الدولتين عام 1965.
وعام 1982 وقعت الصين مع سورية اتفاقاً تجارياً طويل الأجل، وفي 1985 قدمت الصين لسورية صفقات أسلحة، وشهد العقد التاسع من القرن الماضي اتفاقيات تجارية عدة، ومابين عامي 2004 و2005 فتحت سورية المجال أما الشركات الصينية للاستثمار في النفط والإسمنت، وما تزال العلاقات مستمرة وثبتت موقفها في الأزمة السورية فالصين أدت دور الحليف المتعاون المساند للدولة السورية.
السلام هو تاريخ الحكماء، وغاية دعت إليها الرّسالات السّماويّة وتسعى إليها أغلب الدول والشعوب التي تتمسك بالمبادئ والمواقف المحقة، وتبقى جمهورية الصين الشعبية تعكس السمو والرقي الذي تنتهجه بسياستها وعلاقاتها الدولية، وذلك بالتمسك بالمبادئ والمواقف المحقة للشعوب والأمم، وبقراراتها التي لعبت دوراً في إفشال بعض مخططات المتآمرين على سورية.