الاعلام تايم _ د. خيرية أحمد
"أنا قدها، جاهز ومستعد، عم ادرس، إن شاء الله بنجح" عبارات إيجابية يأتي في نقيضها العبارات السلبية "ايمتى بخلص، تعبت، ما بقى فيي كمل، خايف كتير، حاسس اني ما رح انجح" هذه العبارات يرددها الطلاب خلال فترة الامتحانات تعبر عن العديد من الأفكار والمشاعر بما فيها القلق، وتجسد مشاهد حياتية واقعية عاشها ويعيشها أغلب الأسر فلا يخلو بيت إلا ومر بهذه التجربة، فلها أسبابها ومسبباتها ومظاهرها وأعراضها وآليات للاستعداد لها.
أسباب ومسببات:
تتعلق بالطالب:
- ضعف الثقة بالنفس، والإيحاءات السلبية عن الذات أي التنبؤ المسبق بعدم القدرة على اجتياز الامتحانات بنجاح، الناتجة أحيانا عن الخبرات السلبية السابقة للطالب نفسه. ولغيره من الطلاب؛ مما يجعله يعمم هذه الخبرات السلبية ويقيسها على نفسه.
- ضعف الجاهزية والاستعداد للامتحان، والاعتقاد بنسيان كل ما قد درس وتعلم خلال العام الدراسي، وأيضاً رغبة الطالب القوية في التفوق على الآخرين، وأحياناً الشعور بالغيرة من زملائه المتفوقين.
- الشخصية القلقة: فالطالب الذي لديه شخصية قلقة، تركز على التفاصيل، وعلى الدقة الشديدة في الإنجاز، وعلى الرغبة في الكمال، والتي تتصف أيضا بتضخيم الأمور أكثر من حجمها وإعطائها فوق قدرها.
- الاعتماد على تعاطي المشروبات والمنبهات، والخوف من غضب الأهل في حال عدم النجاح، خاصة إن كانوا متوقعين أداءً عالياً.
تتعلق بالمحيطين:
- صعوبة المنهج ولغة المادة أحياناً وتشابه المعلومات داخل المادة الواحدة. وكثرة تخويف المعلم لطلابه وممارسة الغموض الشديد في الأسئلة، وتهويل الطلاب الآخرين لبعض المواد؛ مما يغرس قناعات سلبية لدى الطالب نفسه تجاه المواد.
- الظروف اللاإرادية والطارئة التي تحصل في البلد ومع الطالب ذاته من مرض وأزمات وغيرها، بالإضافة إلى الظروف الفيزيقية غير الجيدة كالإضاءة والضجيج والحرارة المنخفضة أو المرتفعة مما يحول دون التركيز وتشتت الانتباه.
- الأهالي وما يقومون به من سلوكيات ومنها: أسلوب المراقبة المشددة والحرص الزائد على الطالب (حالة الإقامة الجبرية للطالب في المنزل)، ومقارنة الابن بزميل له أو بقريب متفوق عليه، وفرض تخصص معين عليه دون الاهتمام بميوله سعياً لتحقيق رغبتهم هم، والتوقعات المرتفعة للأسرة من الطالب التي تفوق إمكانياته وقدراته الحقيقية، والإهمال، والنقد المستمر خصوصاً أمام الأخرين، وتعزيز الخوف من الامتحانات بالتهديد واستخدم العقاب.
مظاهر وأعراض..
إن للقلق أعراضاً مختلفة (نفسية، معرفية، جسدية) وهذه الأعراض يحصل جزء كبير منها مع من يصاب بقلق الامتحان، ومنها:
أعراض نفسية: كالتوتر والخوف وسرعة الانفعال والغضب، وشعور بالضيق وعدم الارتياح، والنظرة السلبية للذات، والشعور باليأس والشعور بالإحباط، والخوف من الفشل، وفقدان الشهية للأكل واضطراب النوم.
أعراض ذهنية معرفية: كضعف التركيز، وضعف القدرة على الاستيعاب، وسرعة النسيان، وعدم القدرة على الإنجاز، وأفكار سلبية بالفشل وعدم النجاح، وجمود وتوقف التفكير.
أعراض جسدية: الشعور بالصداع، الدوخة، غشاوة في النظر، جفاف الحلق، زيادة التعرّق. ارتعاش الأطراف وبرودتها. تسارع نبضات القلب، سرعة التنفس، آلام البطن، الغثيان والتقيؤ، كثرة التبول وأحيانا الإسهال، هذه الأعراض الفيزيولوجية طبيعية ناتجة عن زيادة تنبه الجهاز العصبي اللاإرادي وزيادة مستوى هرمون الأدرينالين في الدم.
كيف تستعد؟
- التحضير الجيد بالتخطيط والتنفيذ والمثابرة، وإدارة الوقت بالطريقة المثلى التي تناسب قدرات وإمكانيات وظروف الطالب.
- التفاؤل والابتعاد عن الأفكار السلبية، والثقة بالنفس وذكر الإيحاءات الإيجابية للذات، واستثمار الطاقة وجعلها دافع للإنجاز.
- تقديم الدعم والتشجيع من قبل الأهل بعبارات إيجابية تبعث الثقة والمسؤولية والتعامل بموضوعية فيما يخص قدراتهم وعدم مقارنتهم بالغير وإسقاط الطموحات عليهم وتهيئة اغلب الظروف المناسبة للدراسة بما فيها الأمن والطمأنينة.
- التغذية الصحية السليمة وشرب الماء والنوم الكافي والابتعاد عن المنشطات والمنبهات، والاسترخاء والتخيل والايجابي، وأخذ فترات منتظمة للراحة أثناء الدراسة بغية تحفيز الذاكرة على الاستمرار في الدراسة، وممارسة الرياضة الخفيفة، والابتعاد عن السرير أثناء الدراسة لأنه يبعث على الشعور بالنعاس، واختيار مكان هادئ وإضاءة وتهوية جيدة للدراسة، ترتيب المكان لأن الترتيب يُشعر بالراحة.
- استخدام عادات الدراسة الجيدة، كالقراءة السريعة من ثم المركزة باتباع استراتيجية الكلمات الجوهرية بوضع دائرة حول الكلمات التي لا يمكن الاستغناء عنها ابداً، والخرائط المفاهيمية كالرسوم التخطيطية والأشكال الهرمية، واستراتيجية الكلمات المفتاحية وهي إقامة روابط بين كلمات جديدة وكلمات مألوفة تبدو متشابهة، وتفيد هذه في حفظ الكلمات الأجنبية أو حفظ اسماء العلماء والأدوية، واستخدام الربط الهزلي أو المكاني وذلك بربط الموقف بموقف هزلي ضاحك وبالأماكن المألوفة، والتقويم لما تم تعلمه.
- الانتباه بدقة لبرنامج الامتحان ومواعيد بدأ امتحان كل مادة. وفي اثناء الامتحان قراءة الأسئلة بتأن واهتمام دون التسرع بالإجابة، ووضع رقم السؤال على ورقة الإجابة، وعدم الإصرار على استرجاع المعلومة حتى لا يحدث نسيانها.
- مراجعة الطبيب: إذا لم يستطيع الطالب أن يتحكم في قلقه، فعليه مراجعة الطبيب النفسي ليساعده في التخفيف من القلق.
تذكر أنك "أنـت مــن يصــنع لنفسه النجاح والتفوق"، والكل ينتظر نجاحك وتفوقك بحسن فعالية أدائك، فلا تدع قطار النجاح يفوتك، اصعده بروح الأمل والتفاؤل، وازرع في دربك الجد والاجتهاد لتحصد ثمار النجاح ولتصل لأهدافك، فمن "أكبر أخطائنا في حق أنفسنا هو القلق والاستسلام للاكتئاب والشعور بالإحباط"، وفق مقولة الكاتب المصري عبد الوهاب مطاوع ، فتوقع الخير لأنه آت بعد الجهد والعمل.