يعد تصريح المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي بأن أي هجوم عسكري في شمالي سورية، سيضرّ بتركيا وسورية وكلّ المنطقة ويفيد الإرهابيين، إعلاناً مباشراً وواضحاً عن رفض طهران أي عملية عسكرية تركية، وتشديدها على ضرورة فتح الباب أمام العمل السياسي.
وحدة أراضي سورية أمر مهم وهو ما أكده خامنئي في أكثر من مكان كما جاء في مقال لعلاء حلبي في صحيفة الأخبار اللبنانية، وركز على العوامل المشتركة بين البلدان الثلاثة (سورية وتركيا وإيران) عبر ربطه بين أمنها جميعاً.
الكاتب قال:"إن اللافت في اللقاء أنه يأتي تتويجاً للجهود الدبلوماسية الإيرانية في الآونة الأخيرة لإعادة التواصل بين سورية وتركيا، ويؤشر ذلك إلى إمكانية ترسخ الأرضية المشتركة التي تحاول إيران وروسيا البناء عليها، والمتمثّلة في رفض الوجود الأميركي في سورية، والدور السلبي الذي تلعبه واشنطن في المنطقة."
وأضاف الكاتب:"واكبت دمشق بدورها التطوّرات السياسية في طهران بتحركات عسكرية على الأرض، بالتعاون مع موسكو التي لعبت دوراً بارزاً في التوصّل إلى اتفاقية مع "قسد"، تَقضي بانتشار القوات السورية في مناطق حساسة في الشمال والشمال الشرقي من سورية، بهدف إزاحة الحجة التي يرتكز عليها إردوغان لشنّ عدوان عسكري جديد، إذ ستفضي هذه التحركات إلى إبعاد "قسد" عن الحدود نحو 30 كيلومتراً وفق اتفاقات روسية – تركية سابقة، كما أنها ستضع الجيش التركي في مواجهة مع الجيش السوري في حال قررت أنقرة المضي قدماً في عمليتها، وهو ما سيستتبع فاتورة باهظة، هي آخر ما يحتاج إليه إردوغان الذي يخوض معارك انتخابية في بلاده."
الكاتب رأى أن دمشق التي أعلنت دعمها الجهود الإيرانية تنظر على المستوى السياسي إلى تحرّكات الدول الثلاث الضامنة لـ"أستانا"، على أنها المسار الوحيد حالياً لحل الأزمة السورية بعد تعطُّل مسار "اللجنة الدستورية"، وهي تتابع ذلك باهتمام بالغ، حيث وصل وزير الخارجية فيصل المقداد إلى طهران للقاء نظيره الإيراني والاطّلاع منه على نتائج القمّة، وما سيتبعها من خطوات على الأرض.
وتابع الكاتب: بالإجمال يمكن النظر إلى لقاء المرشد الإيراني بإردوغان وما تبعه من لقاء بين الرئيس الإيراني وإردوغان، وما صدر من تصريحات في خلالهما، على أنه قطعٌ للطريق أمام أيّ مساعٍ تركية لشنّ هجوم عسكري، وتشريعٌ في المقابل لباب الدبلوماسية لحلّ المشكلات العالقة بين دمشق وأنقرة، ومن شأن ذلك أن يعطي دفعاً كبيراً لـ"مسار أستانا" الذي تعرّض خلال العامَين الماضيَين لعملية تجميد غير مباشرة، ويبدو لافتاً في الحراك السياسي الذي تحتضنه طهران ارتباطه الوثيق بالجانب الاقتصادي.