مسار سياسي حافظت عليه سورية، ورؤية استراتيجية تمسكت بها على الرغم من الحرب الكونية التي استهدفتها دولةً وشعباً، وتستند رؤيتها بحسب مقال لجواد الهنداوي في صحيفة رأي اليوم على رؤية قائمة على الصمود والنضال من أجل الحفاظ على الدولة وعلى تحرير أراضيها المحتلة وهضبة الجولان، وعلى رفض الاعتراف بالكيان الصهيوني، وعلى دعم حقوق الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة.
وقال الكاتب إن التمسك بهذه الرؤية فرض على سورية الارتباط مصيرياً واستراتيجياً بروسيا وبإيران ، والتفاعل سياسياً وميدانياً مع حركات وفصائل المقاومة في المنطقة، والتي أصبحت قُوّة عسكرية رادعة، ويُحسبْ لها استراتيجياً. وسيادة هذه الرؤية وتطبيقها حققت لسورية انتصاراً سياسياً عربياً وإقليمياً ودولياً.
وتابع الكاتب: مثلما اشتركت روسيا وإيران وفصائل وحركات المقاومة في تحقيق انتصار سورية تشارك جميع هذه الفواعل سورية نتائج الانتصار؛ ومن نتائج الانتصار هما الزخم المعنوي والاستعداد التعبوي الذي تعيشه سورية وحلفاؤها، وزيارة الرئيس بشار الأسد لدولة الإمارات العربية المتحدة بدعوة رسمية منها قبل أيام شاهدٌ على ذلك.
ويرى الكاتب أن سورية لم تكن بحاجة إلى إعادة تأهيل من خلال هذه الزيارة بقدر ما كان للآخرين حاجة لمناقشة دور سورية في المنطقة، وبهذا الخصوص ما يهم أمريكا والكيان هو علاقة سورية وإيران، وعلاقة سورية وحزب الله، فأمريكا و"إسرائيل" يدركان جيداً أنْ لا سلام مع إسرائيل ولا حل لقضية إسرائيل (وليس قضية فلسطين) دون سورية.
وأضاف الكاتب: انتصار سورية وحلفائها على الإرهاب وعلى التآمر الأمريكي الإسرائيلي مكن روسيا من التفرغ لمواجهة المخطط الأمريكي والناتو على حدودها ومن بوابة أوكرانيا، فالرئيس بوتين لم يبدأ حملته العسكرية في أوكرانيا إلا بعد تأمينه الانتصار في سورية، وتيقنه من ضعف أمريكا وعدم اكتراثها بملفات منطقة الشرق الأوسط بالقدر الذي كانت عليه قبل عقدين من الزمن.
وختم الكاتب: انتصار سورية وقوة حزب الله ودعم إيران العسكري ودعم روسيا السياسي عوامل أسست رادعاً للكيان الصهيوني وكذلك لأمريكا من شنّ حرب في المنطقة، و الاستفراد بلبنان أو بسورية أو إيران.