لا تتوقف الحرب التي تدور رحاها بأساليب عدة بين محور المقاومة والمحاور التابعة للولايات المتحدة، فالضربة الصاروخية الإيرانية التي استهدفت مراكز أمريكية وإسرائيلية في أربيل جزءٌ من كلٍ، خاصة أن أسباب الحرب قائمة باستمرار.
وتقول صحيفة الأخبار اللبنانية إن التقارير الواردة من العراق متضاربة، لكن الأكثر ترجيحاً أن الضربة الإيرانية التي انطلقت على ما يبدو من منطقة تبريز في شمال غرب إيران، استهدفت قاعدة "حرير" في أربيل، والتي لا خلاف في العراق على أنها تتضمّن -في داخلها وفي محيطها المباشر- منشآت مشتركة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية و"الموساد" الإسرائيلي، إضافة إلى بنية تحتية استخبارية خاصة بالتتبّع والمراقبة الاستخبارية، المخصّصة لمواجهة إيران وإدارة المعركة ضدّها.
وتتابع الصحيفة: وما بين إيران وإسرائيل وبرعاية أمريكية للكيان، أكثر من ضربة واعتداء، بما يشمل الساحة السورية، وساحات المواجهة على اختلاف مواقعها الجغرافية، القريبة أو البعيدة عن الجمهورية الإسلامية، ولعل ما سلف يفسر الإشارات الواردة في الإعلام الصهيوني إلى أن طهران ردت عبر استهداف أربيل، على اعتداء إسرائيلي ليس بالضرورة أن يكون الاعتداء الجوي الأحدث التي استهدفت سورية.
ولم يعلق الكيان رسمياً على الحادث لا بالنفي ولا بالإثبات، لكن تكفّل المراسلون والمعلّقون الإسرائيليون على اختلاف اختصاصاتهم -بحسب الصحيفة- بنقل الموقف عبر تسريبات اتخذت أشكالاً ومضامين متعدّدة، وإنْ قصدت الإبقاء على "ضبابية" ما، عبر رفض التعليق على هوية وتابعية المنشأة المستهدَفة.
وبحسب صحيفة رأي اليوم فقد أطلقت الرقابة العسكرية في كيان الاحتلال العنان لوسائل الإعلام للرد على العملية الإيرانية في أربيل، وأوضحت القناة الـ12 نقلاً عن "مصادر أمنية رفيعة" أن الموساد لا يعقب لا بالنفي ولا بالتأكيد على الرواية الإيرانية، ولكن المصادر عينها استدركت قائلة "إن المزاعم الإيرانية لا تمت للحقيقة بصلة".
ونقل محلل الشؤون العسكرية في القناة عن مصادره أن الإيرانيين لن يتوقفوا عن هذا الحد، وأنه بالنسبة لطهران "وصل السيل الزبى"، وأن المنظومة الأمنية الإسرائيلية تتوقع مزيداً من الهجمات الإيرانية ضد أهداف إسرائيلية في أماكن مختلفة.
وأكدت مصادر القناة أن جيش الاحتلال رفع درجة التأهب إلى الدرجة القصوى خشية من عملية إيرانية أخرى.