كيف تقود روسيا عمليتها العسكرية في أوكرانيا؟ يجيب عن السؤال خميس التوبي في مقال نشرته صحيفة "الوطن العمانية"؛ ويؤكد أن من يتابع مسار العملية يجد أن روسيا الاتحادية تقودها بذكاء حتى الآن، من جهة ما يتعلق بسلامة المدنيين ومحاولة إفراغ مناطق المواجهة منهم وفتح معابر إنسانية، أو لجهة استخدام أسلحة عالية الدقة، والتحرك المدروس للسيطرة على المناطق المهمة والاستراتيجية من ناحية الشرق، وكذلك السيطرة على الأماكن العسكرية الحساسة كما هي الحال في تشيرنوبل.
ويتابع الكاتب: المسار الذي تتبعه القوات الروسية ومناطق السيطرة يرسم خريطة جغرافية تنقسم فيها أوكرانيا إلى كيانين؛ أوكرانيا شرقيَّة وأوكرانيا غربيَّة، مثلما حصل في ألمانيا في حقبة الحرب العالميَّة الثَّانية، ورُبَّما هذا أحد الأهداف التي تسعى موسكو إلى تحقيقها؛ بالنَّظر إلى حالة الاصطفاف الغربي ـ الأميركي، وإقامة حكومة منفى أوكرانية في بولندا، ما لم تشهد ساحة المواجهة تطورات مفاجئة تغير قواعد اللعبة ومسار الحرب.
وأضاف الكاتب: ما لم تأخذه أوروبا في الحسبان هو أن هذه الحرب ليست في مصلحتها على الإطلاق، وأن هناك من خطط لتوريطها اقتصادياً وعسكرياً لتبدو دول الاتحاد الأوروبي، وخصوصاً ألمانيا وفرنسا، في وضع اقتصادي مشابه لمن خطّط وقرر قبلاً الخروج من هذا التجمع الاقتصادي الكبير كنوع من الانتقام، ومن الوارد أن تبدأ الدول المراد توريطها الاستفاقة، لكن من المهم قبل فوات الأوان وتجرع آلام العقوبات، فما هو مطلوب من أوروبا أن تكون كما كانت تابعة وخانعة للإرادة الأنجلوـ ساكسونيَّة.