ذكر الجربا في كلمته في جنيف محاولا بخبث استدرار عطف العالم ان الطفلة هاجر استشهدت خلال ذهابها إلى مدرستها في باص مدرسي بتاريخ 28 /5/2011 .
بات من المعروف طبعا ان التاريخ الذي ذكره الجربا يكذب روايته حيث يصادف يوم السبت وهو يوم عطلة رسمية في عموم القطر، لكن الأهم من ذلك حقيقة الرواية.
فوقائع استشهاد الطفلة هاجر تيسير الخطيب، تختلف عما رواه الجربا، فوثائق تدوين الحادث تؤكد أن الطفلة استشهدت قرب جسر تلبيسة خلال وجودها داخل سيارة نقل (فان) بتاريخ 2952011 اي يوم الاحد وليس السبت، ولم تكن في باص مدرسي، بل كانت في باص نقل عادي، فجأة فتح مسلحون النار على السيارة ما أدى إلى استشهادها متأثرة بإصابتها.
لكن لماذا وما حقيقة هذه المأساة ..!
تقول المعلومات ان المسلحين تعقبوا سيارة نقل عام كان من بين ركابها الملازم أول بسام طلاس من ضباط الجيش السوري العاملين في الفرقة 17، وكان المسلحون يتربصون له منذ مدة، فعرفوا انه يتنقل بهذه الطريقة ويستخدم وسيلة نقل عامة، فتابعوه ونصبوا له كمينا، في اليوم المذكور حوالي الساعة 8 صباحاً وفي نقطة محددة فتحوا النار على الفان بمن فيه.
وعندما حاولت سيارات الإسعاف إجلاء الجرحى، قام مسلحون بفتح النار على سيارات الإسعاف من أسطح منازل مطلة على الطريق، فلجأت الجهات المختصة الى استخدام مدرعة تابعة للجيش لاجلاء الجرحى لكن بعد وقت طويل "بالنسبة لجريح ينزف"، وكان من بين من نقلتهم المدرعة الطفلة هاجر والملازم أول بسام طلاس اللذين استشهدا معا مرتين، مرة عندما أطلق المسلحون عليهم النار وأخرى عندما منعوا عنهم سيارات الاسعاف.
طبعا هذه هي الرواية الحقيقية لاستشهاد الطفلة هاجر، لكن السؤال الذي يجب ان يوجه للجربا ولإئتلاف "فريدمان اردوغان"، لماذا تجاهل جرباهم هذا ان الضابط بسام استشهد في ذات السيارة، واذا كانت سيارة مدرسة فلماذا لم يعلق على وجود ضابط فيها، ثم ماذا عن الركاب الآخرين، ثم هل كانت هاجر ذاهبة الى المدرسة بمفردها في يوم عطلة !!!
الأهم من كل ذلك ألم ييسمع الجربا بشهداء في كل حمص الا هذه الطفلة؟
لماذا لم يذكر أول شهيدين سقطا في حمص وهما الشرطي موريس الذي قتله متظاهرون "سلميون طبعا" بالعصي، وحارس نادي الضباط نضال فندي، الذي قتله متظاهرون سلميون آخرون بالحجارة بتاريخ 2532011، أي بعد 10 أيام فقط من بدء "ثورتهم السلمي" !
لماذا لم يتحدث هذا الجربا عن الطفل محمد ابن الست سنوات وقد شنقه ثواره السلميين بحزام جلدي وعلقوه في باب منزل أهله فقط لانه كان يحمل صورة للرئيس بشار الأسد!
لماذا لم يذكر عيسى عبود اصغر مخترع في العالم، والذي فتح مسلحون النار عليه في منزله في حي النزهة، وكذلك خضر التلاوي الذي قتله المتظاهرون السلميون مع ابنه وابن اخيه ولم يتجاوز اي منهما سن الثامنة.
لماذا لم يذكر تلك الاسرة التي وهي تسير في الطريق المحاذي للحديقة ارسل لها متظاهروه السلميين قذيفة هاون قتلت الام والأب وألصقت احدى الفتيات بجدار قريب وتركت طفلتان وشقيق رابع بلا أرجل، وهي الحادثة التي أذهلت حمص قبيل المؤتمر بأيام فقط.
أمثلة كثيرة وشهداء أطفال وغير أطفال يقضون يوميا أبرياء بهاونات المعارضة وقناصاتهم، لكن الموضوع ليس فيما يقال على لسان الجربا، بل هو فيما يحاك في العقل الامريكي الاسرائيلي، والذي يظهر بعضه احيانا في سياق مفردات مسؤولين أمريكيين كالسفير السابق فورد وهو يوجه قطيعه، أو وزير الخارجية كيري الذي افصح بوقاحة عن الأهداف الامريكية "للثورة السورية" الامر الذي عالجه الوزير المعلم .. بضربة معلم.