الاعلام تايم - ترجمة
هنالك سؤال أساسي قض مضجع الباحثين لأكثر من قرن: ما هي جذور المرض العقلي؟ على أمل العثور على إجابة لهذا السؤال قام العلماء بتكديس كمية هائلة من البيانات على مدى العقد الماضي، وذلك من خلال دراسات الجينات ونشاط الدماغ والتشريح العصبي.
وقد وجدوا دليلاً على أن العديد من الجينات نفسها تكمن وراء اضطرابات متميزة على ما يبدو مثل الفصام والتوحد ، وأن التغيرات في أنظمة صنع القرار داخل الدماغ يمكن أن تشارك في العديد من حالات الاعتلال النفسي.
يعيد الباحثون أيضًا التفكير بشكل جذري في نظريات كيفية عمل أدمغتنا.
وفي هذا المقام فإن فكرة أن المرض العقلي يمكن أن يصنف إلى فئات منفصلة ومميزة مثل "القلق" أو "الذهان" تم دحضها إلى حد كبير.
وبدلاً من ذلك يبدو أن الاضطرابات النفسية تتصل ببعضها البعض دون وجود خطوط فاصلة بينها.
والآن بات الباحثون يحاولون فهم علم الأحياء الذي يكمن وراء هذه التعددية في الاعتلالات النفسية.
وخلافاً للأفكار السابقة فإن الفكرة البديلة والأكثر جذرية هي أن هناك عاملاً واحداً يجعل الناس عرضة للأمراض العقلية بشكل عام: أي أن الاضطراب الذي يصابون به سيتم تحديده بعد ذلك بواسطة عوامل مساعدة أخرى.
ولكن على الرغم من ذلك فإن مفهوماً آخر هو الأبعاد المتعددة التي تؤدي للاعتلال النفسي وهي مقاربة مقبولة على نطاق أوسع من قبل الباحثين.
التفاصيل لا تزال غامضة ، لكن معظم الأطباء النفسيين يتفقون على أن هناك شيئًا واحدًا واضحًا: لا يعمل النظام القديم لتصنيف الاضطرابات العقلية بشكل منهجي تماما، كما أنهم يأملون أن يؤدي استبدال هذا الإطار بإطار قائم على علم الأحياء ما يؤدي على المدى الطويل إلى إنتاج عقاقير وعلاجات جديدة تعالج –مثلاً- الجينات الرئيسية ومناطق الدماغ والعمليات العصبية التي يتناولها علم النفس المرضي.