سلطت مواقع إلكترونية أمريكية الضوء على تطبيقات سعودية أصدرتها وزارة الداخلية السعودية واعتبرتها المواقع بمثابة مواقع تجسسية على المواطنين، وتشجيع آخرين على الادلاء باعترافات ضد الناشطين، وخاصة النساء منهم، اللواتي لجأن إلى إخفاء هويتهن على منصات التواصل الاجتماعي من أجل ضمان عدم تعقب السلطات السعودية أو داعميها لهن ومن ثم اعتقالهن والزج بهم في السجون.
إحدى الناشطات باسم مستعار "ريال" قالت لموقع Business Insider الأمريكي مستخدمةً مُعدِّل صوت لإخفاء صوتها: "كل يوم نستيقظ لسماع الأخبار، يُعتَقَل أو يُلقَى القبض على شخصٍ ما. اليوم أنا هنا معكم أشارك قصتي. لكن غداً قد يُلقَى القبض عليّ".
واستحضرت ريال ماحدث مع نظيراتها من الناشطات حيث اتُهمت الأكاديمية نورة بنت سعيد القحطاني بـ"استخدام الإنترنت لتمزيق النسيج الاجتماعي السعودي" وحُكم عليها بالسجن 45 عاماً. كما حكمت محكمة أمن سعودية في آب الماضي على طالبة الدكتوراه سلمى الشهاب بالسجن لمدة 34 سنة لكتابتها عدداً من التغريدات دعماً لنشطاءٍ وأفرادٍ من المعارضة السياسية السعودية في المنفى.
ووفق المواقع الأمريكية فإن الشهاب قد تم القبض عليها بعد الإبلاغ عليها بواسطة تطبيق "كلنا أمن" وهو تطبيق جوال متاح للتنزيل من متجر تطبيقات آبل وجوجل بلاي، والذي يمكِّن المواطنين العاديين من التنبيه على مواطنيهم، والذي أصدرته الداخلية السعودية عام 2017، وجعل من الممكن الإبلاغ عن التعليقات التي تنتقد النظام أو السلوك الذي يعتبره النظام السعودي مسيئاً.
ناشطون سعوديون قالوا إن المواطنين يستخدمون تطبيق "كلنا أمن" بشكلٍ دفاعي. إذا سمعوا شيئاً قد يُنظر إليه على أنه معارضة، فإنهم يبلغون زملاءهم أو جهات الاتصال بهم لإبعاد أنفسهم عن الآراء الخطيرة، في حالة إبلاغ شخص آخر بذلك. وفي حالات أخرى استُخدِمَ التطبيق لتصفية حسابات شخصية أو للابتزاز.
في صعيد آخر قالت المواقع إن لدى كل من غوغل وآبل سياسات تقيد التطبيقات التي تنطوي على مخاطر الأذى الجسدي والمضايقات والتمييز. ولم ترد أي من الشركتين على طلب للتعليق. وسوف تفتح شركة غوغل هذا العام مكتبين جديدين في السعودية، وتعمل على شراكة بيانات مثيرة للجدل مع شركة النفط الحكومية أرامكو السعودية.
وأفصح النشطاء السعوديون عن عدم ثقتهم بغوغل لحماية بياناتهم، لأنها تسمح للتطبيقات بجمع بيانات عنهم في حين تُعَدُّ الآثار المترتبة على الحصول على معلومات خطيرة. ففي أيار 2021 اعتقلت السلطات لينا الشريف، وهي طبيبة دافعت عن حقوق الإنسان في المملكة السعودية على تويتر، بتهم مجهولة. وقال الأشخاص الذين يعرفونها إن شخصاً ما حاول ابتزازها قبل اعتقالها، وهددها بالإبلاغ عنها باستخدام تطبيق "كلنا أمن"، وفي آب من العام نفسه قبضت السلطات على المدوِّنة تالا صفوان بتهمة إهانة الإسلام. ويبدو أنه أُبلِغَ عن تالا عبر الإنترنت بعد مشاركة مقطع فيديو على منصة تيك توك.
تأتي التقارير في وقت فضح المغرد السعودي الشهير على منصة تويتر سلطات السعودية التي اقتحمت دور الأيتام واعتقلت وعذبت يتيمات واصفاً دور الحضانة والرعاية الاجتماعية في المملكة بالسجون، قائلاً في تغريدة "إن ما يسمى بدور الحضانة الاجتماعية للفتيات هي أقرب للسجون سُمّيت تلطيفاً بدور الحضانة، ويطبّق عليها نظام السَّجن في الحبس داخل جدران أربعة ومنع الاتصال بالخارج إلا بهاتف أرضي وتحت مراقبة الموظفات “السجانات”، ومنع دخول أي شخص آخر أو أجهزة أو موادّ أخرى إلا بنظام شبيه بنظام السجن".
وكشف مجتهد بأن قرار اقتحام دار الرعاية الاجتماعية والاعتداء على الفتيات اليتيمات، كان قراراً “من أمن الدولة، والشرطة جاءت كغطاء لأمن الدولة الذي حضروا بملابس مدنية وملثمين لا يعرفهم أحد من رجال الشرطة، موضحاً أنه تمّ "التوجيه لأمن الدولة والشرطة والدفاع المدني باقتحام الدار على أن يكون الفريق من الرجال فقط رغم وجود عدد كبير من النساء".
ولفت مجتهد إلى خوف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من انتشار فيديو الاقتحام لدور الحضانة الذي يذكر الرأي العالمي بقضية خاشقجي الصحفي السعودي الذي قتله ابن سلمان في قنصلية بلاده في تركيا، مشيراً إلى أن الأخير أوعز إلى ذابه الإلكتروني لتشويه صورة الفتيات وتبرير العملية.
ولم تمر حادثة الاقتحام مرور الكرام على منصة تويتر حيث تصدر وسم "أيتام خميس مشيط" قائمة الوسوم الأكثر تداولاً في المملكة، حيث عبّر الجميع عن غضبه واستنكاره لما حدث، مع دعوات لمعاقبة كل مَن شارك بهذه الجريمة.