باتت صافرات الإنذار جزءاً من يوميات أوكرانيا، وجعلت الرئيس الأوكراني يقدم تنازلات مهمة لإيقافها، بقبوله التفاوض على شبه جزيرة القرم وإقليم دونباس إلى جانب تسلميه بكل طلبات القيصر الروسي مثل الحياد ونزع السلاح، لكن ذلك قوبل -بحسب صحيفة الدستور الأردنية- بالرفض وزيادة الضغط العسكري لمزيد من التنازلات.. فما السر في ذلك؟
رأى محمد سلامة في مقاله الذي نشرته الصحيفة أنه كلما زاد الضغط العسكري وزادت عدادات صافرات الإنذار يومياً، فإن شهية القيصر بمزيد من التنازلات تصبح واقعية، كون زيلينسكي ورفاقه يناورون على طريقتهم في قبول النقاش، والقيصر يريد قبول شروطه دون نقاش وغير ذلك مرفوض تماماً بالنسبة إليه حتى يقبل بوقف صفارات الإنذار اليومية على كييف، وما زاد من صعوبة الموقف أن إطالة أمد الحرب يعني ببساطة مزيداً من الدمار والخراب لأوكرانيا دون سواها، والنهاية فإن القيصر رابح وحيد.
وأضاف الكاتب: الحديث عن صمود أوكرانيا وقدرتها على دحر الجيش الأحمر أو الخروج من هذه الحرب بنصف خاسر هو ضرب من الخيال كون نهاياتها محسومة سلفاً، ولا خيارات أمام زيلينسكي ورفاقه سوى قبول شروط القيصر دون نقاش مقابل بقائهم في السلطة أو خسارة كل شيء، وفرض شروط جديدة تعيد رسم خريطة أوكرانيا الينينية إلى أوكرانيا البوتينية بخمس أو ست دول جديدة وعواصم جديدة موالية لموسكو.
وختم الكاتب: صافرات الإنذار تدوي اليوم في كييف، وغداً في دول البلطيق وبولندا وما بعد غد في أوروبا، ولن تضحي واشنطن بوجودها من أجل حماية حلفائها كما تزعم، ولهذا فإن ألمانيا وفرنسا تبحثان إيجاد قوة تدخل سريع ممولة ومدربة لأوروبا كقوة رديفة إلى الناتو من أجل مواجهة القيصر، وصافرات الإنذار على تلفون زيلينسكي ربما نراها ونسمعها ذات يوم على تلفونات زعماء دول أوروبية جديدة، يريدها القيصر ضمن نفوذه السياسي والأمني.