أكد مندوب سورية الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير حسام الدين آلا دعم سورية الثابت للعراق الشقيق في الحفاظ على سيادته وحرمة أراضيه، وإدانتها مزاعم كيان الاحتلال الإسرائيلي ضده، ورفضها محاولات الكيان اتخاذها ذريعة للعدوان عليه.
وقال السفير آلا في بيان اليوم أمام الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين لبحث سبل التصدي للإجراءات والممارسات الإسرائيلية العدوانية والتصعيد في المنطقة: إن سورية كانت من أوائل الدول التي بادرت إلى دعم طلب العراق الشقيق لعقد هذه الجلسة الطارئة لبحث المزاعم والتهديدات الإسرائيلية ضده، إدراكاً منها أن التهديدات الإسرائيلية بتوسيع دائرة العدوان ضد بلدان المنطقة هي حقيقة جدّية، تؤكد إصرار كيان الاحتلال على الاستمرار بحرب الإبادة الجماعية التي يشنّها ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، وبعدوانه الهمجي المستمر ضد لبنان الشقيق، وإصراره على دفع المنطقة نحو مزيدٍ من التصعيد عبر تكثيف اعتداءاته على الأراضي السورية وتوسيعها لتشمل دولاً أخرى.
وجدد السفير آلا التأكيد على دعم سورية الثابت للعراق الشقيق في الحفاظ على سيادته وحرمة أراضيه، وإدانتها المزاعم الإسرائيلية الموجهة ضده، ورفضها محاولات كيان الاحتلال اتخاذها ذريعة للعدوان عليه، مشيراً إلى أن تلك المزاعم والتهديدات تُشكل جزءاً من حملات تضليل ممنهجة يروج لها كيان الاحتلال، ومنها أخبار كاذبة متكررة تنشرها وسائل إعلامه تطال سورية لتبرير الاعتداءات المتصاعدة على أراضيها وخلق مبررات لتوسيع دائرتها.
وأوضح مندوب سورية الدائم لدى جامعة الدول العربية أن كيان الاحتلال يواصل اعتداءاته على الأحياء السكنية والمباني والمرافق الخدمية المدنية في سورية، والتي أدت إلى استشهاد عشرات المدنيين الأبرياء وإصابة المئات، وأحدثها عدوان جوي استهدف عدداً من الأبنية السكنية في مدينة تدمر، ناهيك عن استهداف المعابر الحدودية التي يستخدمها النازحون من لبنان هرباً من جحيم العدوان الإسرائيلي الوحشي.
وأشار السفير آلا إلى أنه بالتزامن مع تلك الاعتداءات أقدمت قوات الاحتلال مؤخراً على حفر خنادق كبيرة ورفع سواتر ترابية بمحاذاة خط وقف إطلاق النار في القسمين الشمالي والجنوبي من منطقة فصل القوات في الجولان، إلى جانب انتهاكات أخرى تشمل أعمال تجريف للأراضي الزراعية وشق طرقات، بهدف خلق واقع جديد في المنطقة، مبيناً أن سورية أبلغت الأمم المتحدة بهذه الإجراءات التي تنتهك قرارات مجلس الأمن واتفاق فض الاشتباك لعام 1974 وحذرت من خطورتها، وطالبت مجلس الأمن بالتحرك الفوري واتخاذ إجراءات حازمة لوقف العدوان الإسرائيلي ووضع حد لانتهاكاته.
وأكد السفير آلا تأييد سورية الخطوات التي تضمنها مشروع القرار الذي تقدم به العراق الشقيق، وتطلعها إلى موقف عربي يرتقي إلى مستوى مواجهة التهديدات والمخططات الاستعمارية التي يعمل كيان الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذها في المنطقة من خلال ارتكاب الجرائم والمجازر الوحشية في سياق حرب الإبادة الجماعية التي يشنّها ضد الشعب الفلسطيني في غزة وعدوانه على لبنان وتكثيف اعتداءاته على الأراضي السورية وتهديداته بتوسيع نطاق العدوان ليطال دولاً أخرى، والتعامل معها بوصفها تهديدات جدية للأمن القومي العربي، ولا سيما في مواجهة عجز مجلس الأمن عن تحمل مسؤولياته في حفظ السلم والأمن في المنطقة والعالم، بسبب الفيتو الأمريكي في المجلس الذي يضع واشنطن من جديد في موقع الشريك في جرائم الاحتلال، ويثير التساؤلات حول السبيل الأمثل للتعامل مع كيان استعماري مجرم لا يفهم لغة القانون الدولي والمبادئ الإنسانية المتعارف عليها.