خاص || باسم بدران
أهدر برشلونة فرصة ذهبية لحفظ ماء الوجه بعد سلسلة الخيبات المتتالية مصحوبة بلعنة البعد عن منصات التتويج على الساحة الأوربية وتحديداً منذ أن توج بلقب دوري الأبطال للمرة الخامسة في تاريخه على حساب يوفنتوس الإيطالي في نهائي برلين الشهير عام 2015 تحت قيادة المدرب لويس انريكي في موسم الخماسية الشهير.
خروج النادي الكاتالوني من دوري البلاي أوف لمسابقة اليوروباليغ على يد مانشيستر يونايتد الإنكليزي أيقظ أشباح الهزائم الماضية وشكل ضربة موجعة أخرى للمشروع الذي يقوده تشافي، خاصة بعد أن فشل مايسترو الفريق الأسبق ومدربه الحالي، لعامين متتاليين في عبور دور المجموعات من مسابقة دوري الأبطال، ومن ثم الفشل في مسابقة الدوري الأوروبي.
برشلونة الذي شكل بعبعاً حقيقياً لخصومه على المستوى المحلي في الموسم الحالي، من خلال تسجيل 19 انتصاراً وتعادلين مقابل هزيمة واحدة فقط كانت أمام الريال في ذهاب الليغا، والذي تمكن من الفوز بكأس السوبر الإسبانية على حساب الريال نفسه، عاش قصة مختلفة تماماً على المستوى الأوروبي منذ شهر أيلول الفائت.
وبينما يحظى البارسا بخط الدفاع الأقوى في الدوريات المحلية الكبرى في القارة العجوز حيث لم يطرق مرمى حارسه تير شتيغن سوى سبع مرات في 22 مباراة، فإن شباكه اهتزت 16 مرة على المستوى الأوروبي، علماً ان 12 من هذه الأهداف جاءت في الشوط الثاني من المباريات التي لعبها، وهي إحصائية تظهر بما لا يدع مجالاً للجدل أن برشلونة أصبح يفتقد القدرة على حسم المباريات، كما ان قدرته التنافسية تنخفض بشكل كبير ما بعد الدقيقة الخامسة والأربعين.
ولا يتعلق الأمر بالقدرات الدفاعية فحسب، إذ أنه وبخلاف الأهداف التسعة التي سجلها لاعبو الفريق أمام بلزن التشيكي، فإن الرقم يصبح ستة أهداف في ست مباريات، وهي حصيلة لا تليق بفريق يتطلع للمنافسة على الألقاب القارية.
سيناريو الخروج الأوروبي المبكر بات أشبه بمسلسل لا يمكن التنبؤ بموعد حلقته الأخيرة، فالمواسم الثلاثة التي تلت تتويجه بالكأس ذات الأذنين الكبيرتين عام 2015، شهدت خروجه بشكل دراماتيكي في مباريات لا زالت عالقة في أذهان أنصاره والكثير من محبي كرة القدم العالمية، بدءاً من الخروج على يد أتلتيكو مدريد عام 2016، ومن ثم على يد يوفنتوس بعد خسارة قاسية في تورينو بثلاثية نظيفة في الموسم التالي.
وفي موسم 2017-2018 كانت الخسارة تحت قيادة المدرب ايرنستو فالفيردي أمام روما في الريمونتادا الشهيرة التي قام بها الفريق الإيطالي على ملعبه الأولمبيكو بثلاثية نظيفة رغم خسارته ذهاباً في الكامب نو (4-1).
المواسم التالية لم تكن أقل إيلاماً، إذ تكرر السيناريو أمام ليفربول الإنكليزي بعد أن خرج البارسا فائزاً بثلاثية ذهاباً ليسقط في ملعب أنفيلد رود بأربعة أهداف لهدف. وفي حين سجل العام 2020 خسارة هي الأقسى لبرشلونة في تاريخه الأوروبي أمام عملاق بافاريا (8-2) في ملعب لا لوز بالعاصمة البرتغالية لشبونة تحت قيادة مدربه كيكي سيتين آنذاك. قبل أن يودع دوري الأبطال من دور الـ16 في الموسم 2020-2021 على يد باريس سان جيرمان بخسارة مدوية في الكامب نو، وهي الخسارة التي أدت للإطاحة بالمدرب رونالد كومان لاحقاً..
ولم يكن حظ تشافي هرنانديز أفضل، بل على العكس إذ عرف برشلونة طعم المرارة الأوروبية بشكل مزدوج من خلال الخروج من دوري الأبطال ومن ثم من الدوري الأوروبي في موسم واحد (مرتين متتاليتين).
ولا يمكن بطبيعة الحال إغفال عدد الإصابات التي تعرض لها الفريق في الموسم الحالي، حيث خاض المباريات الحاسمة من دوري الأبطال من دون مدافعيه الأساسيين مثل اندرياس كريستيانسن، جوليس كوندي ورونالد أراوخو.. بينما لعب امام مانشستر يونايتد إياباً من دون بيدري وعثمان ديمبلي المصابين إضافة إلى جافي الموقوف. أي أن تشافي لم يتمكن من إشراك التشكيلة الأساسية منذ أكثر من أربعة أسابيع.
سوء الحظ رافق الفريق في مشروعه الجديد بعد أن وقع في مجموعة تضم بايرن ميونيخ الألماني وكذلك الانتر الإيطالي في مجموعة الموت بدوري الأبطال، فيما اوقعته القرعة في البطولة الصغرى (اليوروباليغ) ضد أحد أبرز الفرق في البطولة وأفضلها على مستوى الأداء في العام 2023 وهو مانشستر يونايتد، ناهيك عن بضع قرارات تحكيمية مثيرة للجدل في هذه المباريات الحاسمة.