د. خيرية أحمد - خاص
قيل في الماضي "من بدء بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه"، ولكن في الزمن الحاضر أصبح السلام برفعة الحاجب أو بهز الرأس، وذلك للتعبير عن إلقاء التحية التي اختلفت قيمتها ومعناها وأساليبها.
صور ومشاهد ومواقف عديدة عن السلام بتنا نراها ونلاحظها وفي بعض الأحيان نستهجنها، أخذت أشكال مختلفة في غير وضعها الطبيعي، وأصبح يقلدها الصغير ظنا منه انها عادة متوارثة أو مقلدة.
الكثيرون تحدثوا عن إلقاء التحية وما لها من آثار محمودة سواء على الناحية الأخلاقية والنفسية والاجتماعية والثقافية والدينية أيضا، فبها تبنى العلاقات ويتقرب الناس من بعضهم وتزرع المحبة والمودة فيما بينهم، ويعبر كل منهم عن احترام وتقدير الآخر ويعكس له مشاعره الطيبة، وطاقته الإيجابية لتبقى للإنسانية أسمى معانيها.
ففي الماضي كان الاطمئنان والتقدير والاحترام جوهر السلام، اما في وقتنا هذا أصبح عند البعض بإيماءات بسيطة حتى يكاد الآخر لا ينتبه لها، وبهذه الايماءات أو بعدم إلقاء التحية تغلق أبواب التواصل مع الآخرين ويعطى انطباعاً مغلوطاً.
فالابتسامة المرافقة لإلقاء التحية مدخل لإقامة التفاهم مع الآخرين، وأداة للتفاعل الاجتماعي الانساني فأنها تنشط النسيج الاجتماعي، وتنمي قيم التآزر المطلوب بالمجتمع، وتعبر عن حضارتنا وثقافتنا، فالتحية: مصدرها حياه، يحييه تحية، ومعناها في اللغة: الدعاء بالحياة، فلندرك أهمية إلقاء التحية التي تدعو للحياة وأهمية الانتباه إلى العادات والممارسات التي نتبعها في ايامنا وحياتنا، حيث انها ستنتقل إلى أجيالنا بكل ما فيها.