يجذب خليج عدن الأنظار مجدداً، فهناك وفي تلك المنطقة الجغرافية التاريخية من بالكاد نفض عنه غبار الحرب والتعب وقام ليشد أزر العرب، فصعّدت القوات اليمنية هجماتها العسكرية ضد السفن البريطانية والأميركية والإسرائيلية في البحر الأحمر وخليج عدن خلال الساعات الماضية.
ورأى رشيد الحداد في مقال نشرته صحيفة الأخبار اللبنانية أن التصعيد الجديد جاء في أعقاب محاولات أميركية - بريطانية لتمرير ناقلات محظورة، بحماية عدد من السفن والفرقاطات العسكرية في خليج عدن، وإعادة انتشار البحرية الأميركية في المياه الدولية في البحر الأحمر.
وقال الحداد: إن البحرية الأميركية أعادت التموضع في المنطقة الواقعة بين أرخبيل الزبير وأرخبيل حنيش في المياه الدولية في البحر الأحمر، ومنعت تلك القوات الصيادين اليمنيين من ممارسة الصيد في المناطق المذكورة، ولإعادة التموضع تلك علاقة ببدء مهمة الأسطول الأوروبي في البحر الأحمر رغم تحذير صنعاء على لسان عدد من القيادات السياسية الجانب الأوروبي من تداعيات أي مشاركة في العدوان عليها، وتأكيدها أن ردها سيكون بمنع مرور السفن التجارية المتّجهة إلى الأسواق الأوروبية، واستهدافها في إطار حق الدفاع عن النفس، وأكدت مصادر دبلوماسية مطّلعة لـ"الأخبار" أن الاتحاد الأوروبي أبلغ صنعاء عبر سلطنة عُمان عدم نيته الانخراط في العدوان على اليمن أو المشاركة في عمليات برية تعتزم الولايات المتحدة وبريطانيا تنفيذها جنوب مدينة الحديدة، ولفتت المصادر إلى أن الجانب الأوروبي حاول تبرير عملية نشر بعثة عسكرية جديدة بـ"حماية السفن الأوروبية".
وتابع الكاتب: وكانت صنعاء قد حذّرت الاتحاد الأوروبي من مغبة عسكرة البحر الأحمر، مؤكدة أنها ستتعامل مع أي دولة تنخرط في محاولات حماية إسرائيل، كمعتدية... وفي السياق نفسه، يقول أكثر من مصدر في صنعاء إن البحرية اليمنية كثّفت تواصلها مع السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن خلال اليومين الماضيين، ومنحت الإذن لكل الناقلات غير المتّجهة إلى الموانئ المحتلة وغير المرتبطة بأميركا وبريطانيا بالمرور الآمن.
وختم الكاتب: وفي تطور لافت، ذكرت قناة "كان" العبرية أن "جهات معادية حاولت السيطرة الليلة (قبل) الماضية على شبكة اتصال داخل طائرة تابعة لشركة الطيران الإسرائيلية "العال" بعد مرورها فوق مناطق يمنية، حيث كانت في طريقها من تايلند إلى إسرائيل.