الإعلام تايم - خاص - د. خيرية أحمد
هي أفكار يزرعونها في عقولهم ويروونها بأساليبهم وسلوكياتهم اليومية ويحرصون على نموها بالتشبث بها والترويج لها على أنها ارث وعادة أو طبيعة إما لفئة ما أو لمجتمع بكامله، والغرض منها التبرير لما يظهر منهم من سلوكيات سلبية لا تمس للمنطق والعقل بأي شيء.
كل ما ذكر يعبر عن مفهوم "الأفكار السلبية اللامنطقية واللاعقلانية" التي يتم تبنيها من قبل الأشخاص وتعزى للطبيعة الوهمية وفق ما ينسبون فهي مصدر لمشاكل عديدة، ولكنها في نفس الوقت السبب الذي يزعمون بأنهم يتكيفون معه ولا بد للأخر أن يتكيف معهم به.
فاطلاق أي حكم مسبق أو فكرة على مجتمع أو فئة نابع من فكر الشخص ذاته حول هذه الفئات، ويترجمها بسلوكياته وردود أفعاله، فالذي يحرك تصرفاتهم هو أفكارهم السلبية تجاه هذا أو ذلك من الأشخاص أو المجتمعات.
فلا القسوة ولا الطيبة رهن طبيعة مجتمع أو فئة بذاتها، إنما رهن الأفكار التي يكونونها عن أنفسهم وعن الآخر، فاغلبنا عندما يقرر أن يغير من سلوكه ويعدله قادر على ذلك بإرادته وقناعته، خير مثال الشعوب التي خرجت من حروب دموية عانت ما عانت من القسوة، ولكن لم تجعل من القسوة التي عاشتها صفة تنسب لمجتمعهم بل وظفوا هذه المشاعر وحولوها لتعاطف تسمو فيه الانسانية وتتقدم فيه الأمم والشعوب.
" أفكارك السلبية نابعة منك وليس من المجتمع"، فلا تدع العزو السببي اللاعقلاني مرافقك في كل تصرفاتك لمجرد التبرير لأنك لا ترغب في التغيير والتطوير بل تعمل على تعزيز ثقافة القسوة وترغم الاخر على تبنيها والعمل بها، انما اجعل فكرك عن شخص ومجتمع ايجابي ومنطقي لتكرس السلام الداخلي والخارجي.