الإعلام تايم -د.خيرية أحمد
نعيش حياتنا ونمضي فيها بسلوكيات وأعمال وتجارب ومواقف، ونحدد أهدافنا ونسعى من أجل تحقيقها، نرضى عنها ونتعلم منها، نسمع الثناء الذي يكون عامل نحو التقدم، والانتقادات والتعليقات التي قد تكون حاجز في طريق النجاح من شدة الكلمات وتأثيرها على الأشخاص لكونهم اعتادوا على الاهتمام بآراء الأخرين وإرضائهم، وبالتالي يقود ذلك إلى الإحباط أو ضعف الثقة بالنفس وفعالية الذات.
واستشهادا بمقولة "إرضاء الناس غاية لا تدرك" نجد الأفراد تسعى لإرضاء الناس وتسعد بقبول الأخرين لهم، ولكن البعض يبقى غير راضي عن الأفعال من وجهة نظره ومصلحته، فنيل رضا الآخرين يعزز تقدير الذات وهذا أمر في غاية الأهمية طالما كان السعي لإرضاء من حولنا ضمن الحدود الطبيعية والمقبولة لأنه في النهاية يخدم تطورنا نحن؛ لكن هناك دلالات تشير على المضي في الطريق الخاطئ والسعي المُبالغ به نحو إرضاء الآخرين، ومنها:
تغيير الرأي: هو أنك تُغير رأيك في مسألة ما بحسب الشخص الذي تتحدث معه، فقد توافق شخصاً ما رأيه عند الحديث، وتوافق شخصًا آخرًا على رأي مناقض للأول عند الحديث مع الشخص الآخر.
الموافقة باستمرار: هي أنك لا ترفض طلبًا لأحد من حولك، حتى لو لم ترغب بالقيام بما يُطلب منك أو قيامك بما يُطلب منك يتطلب جهدًا ووقتًا تُفضل قضاءه في أمر آخر.
التناقض مع الذات: هي موافقة الآخرين على آراء تتعارض مع معتقداتك الذاتية والتنازل عن هذه المعتقدات التي يفترض أن تكون جزءًا من شخصيتك فقط من أجل أن تنال رضا من حولك.
السعي لاهتمام الآخرين: قد يكون هذا مثلًا بسؤال الآخرين عن رأيهم حول ما ترتديه، وليس لأنك تريد رأيهم حقًا، ولكن لأنك تود أن تسمع مديحهم لك ولذوقك.
"تتقبل نفسك كما أنت"فإن كنت ترى أن قيمتك بين الأشخاص تقاس بمدى قبولهم لك بغض النظر عما تتخلى عنه من مبادئك ومعتقداتك فلن تتمكن من المضي بسعادة في حياتك.