تستمر الأقاويل حول العلاقات السورية التركية بالظهور على السطح، ومعها الكثير من التعليقات والتحليلات بعضها يرى فرصة ذهبية وبعضها الآخر يرى استحالة تطبيع تلك العلاقات بعد أن أوغلت تركيا في احتلالها ومشاركتها في كل الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري.
وترى حسناء نصر الدين في مقال نشرته صحيفة رأي اليوم أن حالة من الترقب والانتظار تسود الأوساط الإقليمية والدولية لناحية ما هو منتظر من قرار للرئيس بشار الأسد لناحية لقائه مع أردوغان في حين يرى بعض أصحاب الرؤية الضيقة أن في هذا فرصة ذهبية لسورية في سياق تطبيع العلاقات السورية التركية، وكأن الدولة السورية لم تعانِ ما عانته خلال عشرية النار والدمار وسنوات عجاف وما حملته في أيامها السوداء من دماء للشهداء والأبرياء وضلوع النظام التركي وبشكل مباشر بكل ما يمتلك من قوة عسكرية واستخباراتية وسياسية.
وقالت الكاتبة: كيف ينسى الأسد كل ذلك وهو الرجل المرتبط ارتباطاً كبيراً بأرضه وشعبه وجيشه والعالم أجمع يعلم العقلية العقائدية والمنهجية والخطوط الحمر التي يدير فيها هذا القائد بلاده في الداخل والخارج وهو الذي له مواقف كثيرة وكبيرة وعظيمة مع الاحتلال الصهيوني والذي رفض مراراً وتكراراً أن يعطي ولو صورة تطمئن الكيان بأن الأسد قد يكون حاضراً في يوم ما وفي لحظة ما لأن يقيم معه أبسط أنواع العلاقات بل وأقلها وهذا ما زال حلماً إسرائيلياً ولن يتحقق، واليوم ينتقل هذا الحلم الإسرئيلي ليقض مضاجع التركي أردوغان الذي هو بأمس الحاجة إلى أن يلتقط صورة مع الرئيس بشار الأسد تأخذه لتحقيق أحلامه ومصالحه التي من خلالها يقضي على كل خصومه في الداخل وياخذ إذناً بالعبور إلى الرئاسة.
وأضافت الكاتبة: من قال إن الرئيس الأسد يذهب للقاء الرئيس التركي بينما الطائرات التركية تستبيح سماء سورية وتضرب وتدمر البنى التحتية وتعربد هنا وهناك وقوات النظام التركي ونقاطه الكثيرة المنتشرة في أكثر من منطقة على الجغرافية السورية وما زالت العصابات الإرهابية التي تعمل بإمرة هذا النظام تمارس نشاطاتها الإرهابية في إدلب وريفها وريف حلب وشمال وشرق الفرات بالإضافة إلى تعمد النظام التركي فرض سياسات التتريك وهو الأخطر على المناطق التي تخضع لسيطرة عصاباته.. ليس من الحكمة ولا المنطق أن يظن أحد خاصة أردوغان أن الأسد سيمنحه نصراً سيقطف ثماره سنوات على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي بينما سورية ما زالت لديها أراض محتلة من قبل الاحتلال التركي ومازال هذا النظام يدعم الإرهاب على أراضيها ويسفك دماء شعبها.
وأضافت الكاتبة: كانت قراءتنا المتواضعة بأن الأسد لن يذهب للقاء أردوغان وأكد صوابية هذه القراءة ما نقلته وكالة رويترز عن مصادر مطلعة بأن الأسد رفض لقاء نظيره التركي مع بوتين، وهذا الرفض أثلج صدر الشعب السوري الذي عانى ما عاناه من ممارسات هذا النظام وأعوانه ومازال يعاني، فالحسكة العطشى والجزيرة المسروقة بخيراتها وإدلب الخضراء التي حولتها عصابات أردوغان الإرهابية بأعلامها وممارساتها إلى سوداء، ودماء الشهداء لن تقبل أن يتم هذا اللقاء ما إن تخرج القوات العسكرية التركية وتنهي احتلالها والوصول إلى تسوية يقوم بها الجانب التركي بترحيل إرهابييه وإعادتهم من حيث أتوا أو تركهم ليلقوا مصيرهم على يد الجيش العربي السوري، وإيجاد حل دائم لمشكلة مياه الفرات، ودون ذلك لن يحلم أردوغان بلمس أصابع يد الرئيس الأسد، ففي السياسة لا شيء بالمجان.