لا شك أن موسكو مستعدة لتتويج جهودها في تسريع التقارب بين دمشق وأنقرة بتهيئة الأجواء للقاء سياسي يجمع وزيري خارجية البلدين.
ونقلت صحيفة الوطن عن مصادر أن الانتقال إلى الشق السياسي في المفاوضات ليس بعيداً بعد قرب انتهاء المفاوضات الأمنية الجارية بين الاستخبارات السورية والتركية حول ملف التقارب.
ورجحت الصحيفة نقلاً عن مصادر غربية أن يبدأ الحوار على الصعيد الدبلوماسي مع دمشق الشهر المقبل على أن يتوج بلقاء بين وزيري خارجية البلدين في الشهر الذي يليه أو قبل نهاية العام الجاري كحد أقصى في حال تم إحراز تقدم في عدد الملفات التي يتم التباحث حولها وفي مقدمتها جدول انسحاب واضح من الجانب التركي لقواته المحتلة أجزاء كبيرة من الأراضي السورية، ولفتت المصادر إلى أن الحكومة التركية التي كثفت جلسات انعقادها أخيراً رتبت أولويات المرحلة المقبلة المتبقية من عمرها قبل الانتخابات التركية المصيرية في حزيران ٢٠٢٣، بحيث يتصدر ملف استكمال خطوات التقارب والتطبيع مع دمشق سلّم أولوياتها، مع إيلاء أهمية لاتخاذ بوادر ثقة وحسن نية معها، تمهيداً للتوصل إلى حلول وسط مقبولة.
وأضافت الصحيفة: رأت المصادر أن سرعة تواتر التصريحات والتسريبات التركية خلال الأيام الأخيرة حول الملف الاستراتيجي بالنسبة لأردوغان وحزبه الحاكم "العدالة والتنمية"، يدل على نية الجانب التركي إحراز تقدم سريع في المفاوضات الأمنية والعسكرية، وهو بدأ يؤتي ثماره، للانتقال إلى المجال السياسي المهم في تقرير مستقبل علاقة البلدين وإنهاء القطيعة بينهما، وأكدت وجود رغبة حقيقية و"جامحة" لدى الحكومة التركية وفق المداولات والمشاورات التي تدور في كواليس أنقرة لطي سجل الخلافات الشائكة مع سورية، والتي تحول دون استعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
موسكو أظهرت نيتها تكطثيف الجهود من أجل تحقيق انفراج ملموس وجوهري وذلك على لسان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الذي أعرب عن ترحيب الخارجية الروسية باستعداد ورغبة رئيس النظام التركي في بحث عقد لقاء مع الرئيس الأسد، وأكد مجدداً أن موسكو "تدعو إلى تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق".