المعلمون هم أصحاب الرسالة المقدسة، وهم بناة الأجيال الحقيقيون، لأنّهم يبنون الإنسان، الذي هو ركيزة المجتمعات، وأساس تقدمها.
وتقديراً لجهودهم كونم الشمعة التي تحترق لُتنير للأجيال دروب المعرفة والعلم، فقد تم تخصيص يوم المعلم للحتفال بهم، حيث يُحتفل في هذا العيد في كل بلدان العالم.
اعتُمِدَ من قبل وزارة التربية في الجمهورية العربية السورية، ثالث خميسٍ من شهر آذار من كل عام، كيومٍ لعيد المعلم العربي، حيث تُعطل فيه المدارس، الخاصة والرسمية، والجامعات والمعاهد، وما في حُكمها، والإدارات الفرعية، في كافة المحافظات السورية، والإدارة المركزية، والهيئة العامة لأبنية التعليم، والمؤسسة العامة للطباعة والنشر، والمركز الوطني للمتميزين.
ومَن منا ينسى الأبيات الرائعة التي نظمها أمير الشعراء أحمد شوقي في المعلم كتكريمٍ له ولدوره الكبير في التربية: قم للمعلم وفه االتبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا.
لقد قدم المعلم خلال السنوات الماضية الكثير من التضحيات، فقد كان الشهيد في قاعته التدريسية والجريح في أماكن أخرى، وتحمل أعباء السفر والتهجير من منطقةٍ إلى أخرى، ومع ذلك استطاع أن يخرج من كل هذه المحن قوياً جباراً، يُكمل واجباته ويُقدم أفضل ما لديه من أجل مستقبل طلابنا عماد هذا الوطن وثروته ومستقبله.
ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نقف احتراماً وتبجيلاً للدور الذي قدمه ويقدمه المعلم السوري وخاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها وطننا الغالي، فاليوم يتعزز الدور التربوي للمعلم ليصبح أكثر أهميةً من أي وقت مضى، فمع كل المعوقات والأزمات التي مرت وتمر بها مدارسنا _ جامعاتنا ومعاهدنا، فإن المعلم اليوم يبذل جهداً مضاعفاً لتأدية واجباته على أحسن وجه، إضافةً إلى استمراره في البحث العلمي ومحاولاته الدائبة لإنجاح مسيرتنا العلمية والتعليمية والتربوية ولمساعدة طلابنا للوصول إلى القيمة العلمية المرجوة واستكمال طريقنا في بناء الوطن والإنسان .