نشر موقع صحيفة "ذا دايلي بيست" الأمريكي، تقريراً عن بندر بن سلطان الرئيس الحالي للمخابرات السعودية والسفير السابق للسعودية في واشنطن.
واعتبر الموقع أن معرفة ما يقوم به هذا الرجل هو المفتاح لفهم ما يحدث في الشرق الأوسط الآن أكثر أقاليم العالم اضطراباً، واصفاً بندر الذي عمل 30 عاماً مرسالاً بين السعودية وواشنطن "كبير الجواسيس في الشرق الأوسط" والنقطة المحورية في العمل السعودي السري و"الإنفاق اللافت" في بذخه والذي ساهم، في الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي وإقامة جيش إسلامي جديد في سورية.
وقال الموقع في تقرير مطول إن الأمير بندر بن سلطان الذي كان مشهوراً بواشنطن بسيجاره وسحره وحفلاته السوارية الأسطورية، هو الآن رأس حربة السعودية في حربها ضد إيران في سورية ويقف منتقداً إدارة أوباما، ويعتبرها عائقاً أمام أهدافه.
وقال التقرير إن بندر حينما كان سفيراً بأمريكا كانت واشنطن كلها تشرب نخبه، كان يدخن أفخم سيجاره، ونجح على مدار السنين في تخفيض أسعار النفط خلال عهد جيمي كارتر ورونالد ريجان وبوش الأب والإبن، وبتوصية من بيل كايسي مدير المخابرات المركزية الأمريكية ومن وراء الكونجرس، مول السعوديون بقيادة بندر بن سلطان الحروب ضد الشيوعيين في نيكاراجوا وأنجولا وأفغانستان.
وأوضح التقرير أن هدف بندر، هو تقويض القوة الإيرانية، وتجريد طهران من حلفائها مثل سورية وحزب الله، وأن يعطل سعي الإيرانيين من الحصول على السلاح النووي، وأن يسحبوا خططهم الإقليمية ويبعدهم عن السلطة إذا ما كانت هناك أية طريقة للقيام بذلك.
وأضاف الموقع، أن السعودية الآن هي بحكم الأمر الواقع حليف لإسرائيل في عدائها لإيران و بندر يميل إلي كسر الأعراف والقواعد، فهو رجل يتميز بـ"الوقاحة".
ونقل الموقع، تقارير تقول أن بندر أخبر دبلوماسيين أوربيين بأن بلاده ستقوم بنقلة تحد للعلاقات مع حليفها التاريخي الولايات المتحدة، من خلال علاقات أقوى مع باكستان النووية، والتي يتولي منصب رئاسة وزارتها، نواز شريف الذي عاش لفترة طويلة من العقد الماضي تحت الحماية الملكية السعودية.
واقتبس الموقع من كتاب "رسول الملك"، للصحفي دايفيد أوتواي كاتب السيرة الذاتية لبندر، تنبؤه بأنه إذا حصلت إيران على سلاح نووي وهددت المملكة فإن باكستان قد تصبح المدافع عن السعودية وليست الولايات المتحدة، ونقلت تقارير سابقة إن السعودية تحاول أن تتملق باكستان للمشاركة في برنامج ضخم لتدريب الارهابيين في سورية.
كما أشار الموقع إلي ماضي بندر الأسري، وقالت إنه علي الرغم من منصب والده الرفيع الذي شغل منصب وزير الدفاع ووريث محتمل للعرش إلا أن بندر لم يكن من الطبقة العليا بالمجتمع السعودي إذ إن والدته كانت خادمة سوداء حملت من والده وعمرها 16 عامًا لذا لم يكن من المقربين في العائلة.
وقال الموقع إن وقت سداد أمريكا للدين لبندر أول مرة جاء حين غزا صدام حسين الكويت ورأت السعودية فيها تهديداً لها، فسهل بندر للأمريكيين تدفق جنودهم على الرياض للقيام بعملية عاصفة الصحراء لتحرير الكويت، والمرة الثانية كانت في عام 2001 حينما طلب بندر من بوش أن يعترف بحق الفلسطينيين في دولتهم الخاصة وإنهاء مجزرة الأراضي المقدسة، وإلا فإن الأمور ستسوء للغاية.
وقال الموقع إن حرب العراق جاءت بعد ذلك و وقفت السعودية ضدها وحذرت من أن ذلك قد يقوي إيران، واعتبر الموقع إن 11/9 إذا لم يكن قد أنهي العلاقة الخاصة من الولايات المتحدة فإن حرب العراق قتلتها.
ونقل الموقع عن أحد الذين عملوا مع بندر عن قرب إن وظيفته تتطلب منه العمل 18 ساعة يومياً ولكنه لا يستطيع، وهو محبط وغاضب ومتوتر ويريد أن يظهر للعالم قدرته على تحقيق المستحيل كما فعل في الماضي.
في السياق قالت مصادر مطلعة لصحيفة (البناء) اللبنانية، إن درجة الإحباط التي وصل اليها بندر بن سلطان في حربيه الداخلية والخارجية دفعت به الى ركوب طائرته الى "تل أبيب" خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، حيث التقى بمسؤولين أمنيين وعسكريين لمناقشة كيفية الرد على ما وصف بـالخلل الفادح الذي أحدثته سياسة واشنطن في الملفين السوري والإيراني وما نتج عن التطورات الأخيرة في مصر بعد سقوط حكم الإخوان.
وتضيف المصادر أن بندر حمل معه ملفات شديدة الحساسية تتعلق بـ"الأمن القومي السعودي – الإسرائيلي" المشترك بخاصة الأهداف في لبنان الذي دخل دائرة الخطر من البوابة الواسعة.