الإعلام تايم - كنان اليوسف
تعليقا على زيارة وزير الخارجية الإيراني حسبن أمير عبد اللهيان إلى السعودية وعقده سلسلة لقاءات مع المسؤولين في الرياض قال الخبير الإيراني في العلاقات الدولية سعيد شاوردي "إن الزيارة تأتي تأكيدا على نية البلدين لإنجاح الوساطة الصينية، وهي تؤكد أن طهران والرياض عازمتان على رسم خارطة جديدة للتعاون الثنائي والاقليمي ومعالجة أزمات المنطقة وخلق ثقة متبادلة"
ولفت شاوردي في تصريح خاص للإعلام تايم إلى أن زيارة فيصل بن فرحان الأخيرة لطهران وأيضا زيارة حسين أمير عبداللهيان تؤكد أن القطيعة بين البلدين قد انتهت ودخلنا في فصل جديد من العلاقات السياسية الثنائية بين طهران والرياض" معتبرا أن "الشرط الأساسي لانجاح المساعي الإيرانية والسعودية لانجاح التقارب هو عدم السماح للأطراف المعادية لهذا التقارب المتمثلة بواشنطن وتل أبيب بالتدخل في هذه العلاقات."
وبيّن الخبير الإيراني أن اللقاءات الأخيرة بين وزيري خارجية إيران والسعودية أكدت على الاتفاق لانشاء لجان مشتركة لتقديم الحلول حول القضايا العالقة بين البلدين ومن الضروري أن تبذل هذه اللجان قصارى جهدها لتقديم حلول عملية ومنطقية ومنصفة تكون مرضية للطرفين وفي النهاية تنفيذ الاقتراحات عمليا على أرض الواقع.
مضيفا أنه "من الضروري أن لا تفتصر العلاقة الإيرانية السعودية على العلاقات السياسية بل ينبغي أن تشمل العلاقات الاقتصادية والتجارية وأن تكون هناك استثمارات واسعة إن أمكن ذلك لبناء تعاون اقتصادي مثمر ومربح لكلا البلدين و هذا سيحسن العلاقة ويزيل العديد من التوترات التي شهدناها خلال الأعوام الماضية."
وأوضح شاوردي أن إيران اقترحت تشكيل قوة عسكرية وأمنية لتأمين المنطقة الخليجية عبر تعاون مشترك مع كافة دول المنطقة فمن المفيد التفكير بشكل جدي من قبل الدول العربية الخليجية بهذا الموضوع فمثل هذا التعاون سيجعل الحدود المائية المشتركة بين إيران والدول العربية ومن بينها مضيق هرمز وأيضا بحر عمان منطقة آمنة لتدفق امدادات الطاقة والملاحة البحرية والتجارة العالمية ومثل هذا التعاون بين إيران وجيرانها سيساعد على توطيد العلاقات بين هذه الاطراف.
وختم الخبير الإيراني سعيد شاوردي تصريحه للإعلام تايم بالقول "باختصار نحن بحاجة إلى تفكير جديد لاستمرار العلاقات الحسنة بين إيران والسعودية مع الأخذ بالحسبان مخاوف ومصالح كلا الطرفين والتعاون بنوايا صادقة لعودة الثقة المفقودة والعمل على ترسيخ مبدأ الحوار والابتعاد عن لغة التهديد والاتهام وبذل المزيد من الجهود لتشبيك المصالح المشتركة خاصة في المجال الاقتصادي والنظر إلى مستقبل العلاقات بتفاؤل وايجابية والابتعاد عن أي مواقف سلبية قد تعيد الخلافات السابقة.