كتب الكاتب الأردني فؤاد البطاينة في صحيفة رأي اليوم تحت عنوان "طوفان الأقصى هو يوم سقوط التطبيع العربي.. ونهضة العرب":
نستطيع القول إن طوفان الأقصى هو أول هجوم عربي حر على الكيان الصهيوني المحتل، تقوده المقاومة الفلسطينية. إنه الحدث غير المسبوق. وما سبقه مجرد ردود فعل واهية واعتذارية أو خيانات. إنه هجوم يسقط صواعق على رؤوس خونة وجبناء العرب المطبعين وكل مستسلم، وعلى رؤوس كل حكومات الغرب المتآمرة، قبل أن يكون بمثابة كلمة أصحاب الأرض الفلسطينية لكل مقيم أو مستوطن على أرض فلسطين مدفوعاً بوهم إمكانية حمايته.
نعم هذا الكيان هش بكل تفاصيله. وهذه المعركة يجب أن تصنع فرقاً في تاريخ الصراع العربي الصهيوني. وفرقاً كبيراً في تفكير المواطن العربي والحاكم العربي والعسكري العربي، وفي تفكير الصهيونية الأمريكية. إنها حرب تجلي الحقيقة أمام العالم أن الشعب الفلسطيني شعب حضاري ومتجذر بفلسطين ومحارب وتاريخه تاريخ انتصارات وقهر ودحر للغزاة.
المشاهد المتلفزة الحية على مساحة ساحة المعركة في غلاف غزة وهروب المستوطنين وعسكرهم رغم أنهم جميعهم مسلحون، تنتقل كرسائل حية إلى كل أنحاء فلسطين المحتلة ولكل مستوطن وتفعل فعلها. وتنتقل الى كل العالم ليرى ويقتنع أن القضية الفلسطينية ليست مزحة واحتلال الأوطان ليس مزحة ولا يمر. وأن تطبيع الحكام العرب لا يحل لهم وللصهيوني المحتل مشكلة في مسألة الاحتلال، ولا تشكيل سلطة عميلة لهم سيحقق لهم أو للكيان أي فائدة. وأنه لا حديث ولا تعامل لهم إلا مع المقاومة الفلسطينية التي وحدها تمثل الإرادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
الله أكبر في أولها وآخرها. اليوم تنهمر دموع الفرح والثقة من عيون كل مواطن عربي، واليوم يوم تعزيز الأمل بالنصر، يوم خروج الشعب العربي كله إلى الشوارع نصرة لأبطال فلسطين وغضباً على حكامهم المطبعين. واليوم هو يوم سقوط التطبيع.