الاعلام تايم - لما محمود
لطالما قدمت أمريكا نفسها كأم حنون وحضن دافئ وحامٍ لكل من ينغمس في بحر الديمقراطية وحقوق الإنسان والكلمة الحرة وحرية الانتماء والاختيار!! أما الحقيقة التي تخفت تحت عباءة السلام ها هي اليوم تشهد على نفسها في الشارع الأمريكي مع انتشار صور على وسائل التواصل الاجتماعي عن اقتحام مبنى الكابيتول الأمريكي، الأربعاء الماضي، حيث تم التعرف على بعض من شاركوا في الاقتحام، ويبدو أن ذلك جعلهم يفقدون وظائفهم أو يتركوها.
ولمن أراد أن يضع على وجهه غشاوة تجاه الديمقراطية الأمريكية فليحدث نفسه بصوت هادئ عن معنى هذا الخبر الصادم، حيث قامت شركة "Navistar"، وهي شركة تسويق مباشر في ولاية ماريلاند، بإنهاء خدمة موظف بعد أن تم تصويره وهو يرتدي شارة هوية شركته داخل مبنى الكابيتول المخترق.
وبشكل وحشي فاق العنصرية لم يعد محام من تكساس، يدعى بول ديفيس، يعمل في شركته "Goosehead Insurance" بعد ظهور منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تظهره يتحدث عن مشاركته في أحداث الأربعاء حيث يقول ديفيس في أحد مقاطع الفيديو: "نحاول جميعا الدخول إلى مبنى الكابيتول لوقف هذا".
وكل ما يحدث في الشارع الأمريكي من قمع باستخدام كل الأساليب حتى وصل الأمر إلى تأديب الأمريكيين في مناصب السلطة بسبب دعمهم للعنف، حتى لو لم يشاركوا في اقتحام الكابيتول، حيث قام الحزب الجمهوري في تكساس بإقالة والتر ويست، الرقيب في الأسلحة، من منصبه، بعد أن أدلى بتعليقات على "فيسبوك" تدعم حصار الكابيتول.
هذه بعض مفارقات عجيبة تدعونا للوقوف ملياً أمام هذه الأحداث التي عرّت السياسة الوحشية لأمريكا بشكل فاضح لكل تلك العناوين الطويلة والعريضة الرافضة لقمع الشعوب، بينما تتوعد بالقمع لمن يقوم بالمظاهرة فأين هي الحرية التي تحدثت بها أمريكا طوال أعوام الحرب في سورية وتمويلها الإرهاب وإثارة الرعب في نفوس ضحاياه وانتهاك حقوق الأبرياء في مقابل هذه الأحداث ؟!!