الإعلام تايم
اعتزمت مؤسسة تجارية سعودية القيام بحملة إعلانية لمنتجاتها وذلك من خلال التبرع بهدايا من المنتجات إلى بعض المستخدمين من عامة الناس.
وأمام موافقة الجهات الرسمية على إجراء الحملة المعنية يبدو الأمر طبيعيا جدا، ولكن إذا ما اتضح أن المؤسسة تعمل في إنتاج لوازم الموتى وغسلهم وتكفينهم، تتضح لدينا غرابة الحملة الإعلانية المذكورة.
إذ قررت إدارة مؤسسة (منازل السعداء) لتجارة لوازم الموتى والأكفان، زيارة بعض المستشفيات وتوزيع "أكفان مجانية" لمرضى السرطان، شريطة أن يكون المريض مؤدياً لصلاته ومحافظا على الصلوات الخمس.
وكانت قد انتشرت عدة صور للحملة الإعلانية عبر شبكات التواصل الاجتماعي تحت خبر (رجلان يهديان صديقهما المريض كفناً)، إلا أن فريق المتابعة في موقع أرض الحجاز لاحق الخبر للتأكد من صحة المعلومات.
وبعد أن تبين لنا موافقة وزارة الإعلام السعودية على إجراء المؤسسة للحملة الإعلانية، حاولنا مراراً التواصل مع مؤسسة (منازل السعداء) التي رفضت التحدث إلينا بصفتنا الصحفية، مما اضطرنا إلى معاودة الإتصال بالمؤسسة بصفتنا جهة تنوي شراء مجموعة من الأكفان لتتبرع بها إلى دولة آسيوية مسلمة، الأمر الذي شجع أحد الإداريين للرد علينا، والحديث عن مناقب المؤسسة وأعمالها الخيرية، وكان من جملة ما ذكره، قيام (مؤسسة منازل السعداء) بتوزيع أكفان مجانية على مرضى السرطان بعدد من المستشفيات.
من جهته أكد الدكتور حازم النجدي اختصاصي أمراض الصدرية والجهاز التنفسي في مستشفى بقشان بجدة أن إدارة المشفى علمت بالأمر واتخذت الإجراءات الكاملة لمنع دخول أي مندوب لمؤسسة (منازل السعداء) إلى المستشفى ومنعهم من التواصل مع المرضى، وقال "نحن كأطباء نعمل على رفع معنويات مرضى السرطان، ومهمة طاقم المشفى مساعدة المريض على رفع إرادته من أجل زيادة قدرة الجسد على التخلص من الخلايا السرطانية"، مضيفاً "إن الحملة التي تقوم بها مؤسسة الأكفان المذكورة تحبط جميع المحاولات النفسية التي يجهد الأطباء في العمل عليها، والمستشفى لن تقبل أبداً أي خرق من هذا النوع في أدائها الطبي"، وشدد الدكتور النجدي على أن "الأعمار بيد الله سبحانه وتعالى، ومريض السرطان ليس بحكم الميت، فكثير من مصابي السرطان عاشوا لسنوات طويلة وهناك من شفاهم الله من هذا المرض وأكملوا حياتهم بصحة وعافية".
يذكر أن غالبية العاملين ومؤسسي (منازل السعداء) لإنتاج لوازم الموتى هم من العاملين في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الأمر الذي يفسر عدم ملاحقة رجال الحسبة لهذه الظاهرة الغريبة.
أرض الحجاز   najdland.com