نافذة على الصحافة

زمن العجز الأمريكي


لا تخفي التصريحات الأمريكية النيات الأزلية بالاحتلال والعدوان، فالأفعال تفضحها يوماً بعد آخر، وما بين تلك التصريحات بعدم الرغبة في إذكاء نار الصراع في المنطقة وفعل عدوانها على الأراضي السورية والعراقية واليمنية رأت الكاتبة حسناء نصر الحسين في مقال نشره موقع رأي اليوم أن أمريكا تجر المنطقة برمتها لحرب مفتوحة لن تستطيع واشنطن التنبؤ بخواتيمها التي لن تأتي كما تشتهي رياحها.


وقالت الكاتبة: المحور المقاوم الذي اتخذ قرار الدعم والإسناد للحرب المفتوحة للكيان الإسرائيلي على أهلنا في فلسطين المحتلة توسعت قراراته بعد الدخول الأمريكي المباشر بالاعتداء على سيادة كل من اليمن وسورية والعراق في انتهاك صارخ للقانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة وما نتج عن هذه الاعتداءات من ارتقاء كوكبة من الشهداء يدخل محور المقاومة بمسارات أكثر تشددا لناحية الرد وشكله ومكانه الذي قد يمتد ليطال وجود القوات الأمريكية في جغرافيا أكثر اتساعاً من جغرافيا الصراع الحالي وهذا سيكلفها أثماناً باهظة لناحية السمعة لهذه الدولة العظمى ولناحية الخسائر في أرواح جنودها.


وتساءلت الكاتبة: لماذا تقامر الولايات المتحدة الأمريكية بسمعتها وتدخل في هذه المعركة التي لن تخرج منها بنتائج ترضي سطوتها وغطرستها؟ وهل حماية انهيار الكيان الاسرائيلي هو الهدف الأوحد لدى الإدارة الأمريكية أم أن هناك أهدافاً وحسابات أخرى؟

وأضافت الكاتبة: على الرغم من الزهو الذي عبرت عنه تصريحات البيت الأبيض بعد عملية العدوان على سورية والعراق واليمن والتي بات واضحاً بأن إدارة الرئيس بايدن تبحث عن نصر في عيون الداخل الأمريكي الذي استقبل جثامين الجنود الثلاثة جراء العمل المقاوم لمقاومة العراق، كما أنها بحاجة ماسة لاعادة الصورة النمطية التي عملت عقوداً لرسمها عن أنها القوة المهيمنة على هذا الكوكب وما زالت قادرة على شن الحروب واستعادة زمام قرار الحرب بما يعبر عن حالة النكران الأمريكية لما فرضته القوى المقاومة من معادلات على الأرض فهي الغارقة في حرب مع روسيا في أوكرانيا دون تحقيق أي نتائج تعطيها ورقة قوة تخضع الرئيس بوتين وفشلت في استدراج الصين لحرب في بحر الصين الجنوبي، لتعود لمحاباة الصين .

وتابعت الكاتبة: هذا القرار الأمريكي بتوسيع الجبهات والذهاب للخيار العسكري لن تحصد منه إلا المزيد من الانكسارات والهزائم فهي لم تحقق أهدافها في اعتداءاتها على اليمن ومازالت الصواريخ والمسيرات اليمنية تستهدف السفن الإسرائيلية ومازالت قادرة على توجيه الضربات المباشرة للسفن الحربية الأمريكية والبريطانية، ورغم كل الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية تحت عنوان "استهداف قوات حزب الله وفيلق القدس" ما زالت هذه القوات قوية وتملك زمام المبادرة في الميدان وهذا ما يجعلنا نحكم على هذه الاعتداءات بالفشل ولن تنجح أمريكا في تغيير المعادلات في المنطقة التي ستفرض على الإدارة الأمريكية بالخروج من المنطقة مذلولة ومشهدية الخروج المذل من أفغانستان وقبلها العراق مازالت حاضرة، ولن تمحى من سجلات الهزائم الأمريكية وفي الحالة الراهنة ستكون الهزيمة الأمريكية مزدوجة فهي لم تنجح طيلة هذه الأيام في إلحاق الهزيمة بالمقاومة الفلسطينية في غزة ولم تنجح في تهجير أهلها وستفشل أيضاً في تصفية المقاومة أو الحد من قوتها وقدرتها المتنامية في اليمن والعراق ولبنان وسورية وهذا ما سيجعل هزيمتها مزدوجة وخروجها أكثر وأكبر كلفة.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=97165