وجهات نظر

قمة الرياض وامتلاك أدوات الضغط

أحمد ضوا


هل تؤثر مخرجات قمة الرياض العربية- الإسلامية على مسار العدوان الإسرائيلي الهمجي على الشعب الفلسطيني وتؤدي إلى إيقافه؟

إنه السؤال الكبير الذي يتم تداوله على نطاق واسع في الدول العربية والإسلامية وتصب الإجابات عليه في كلمة لا لن يكون لهذه القمة ذلك الأثر المرجو لأسباب كثيرة مباشرة وغير مباشرة ترتبط بقرب وبعد دول القمة والمصالح والعلاقات البينية مع الدول الغربية وسطوة القرار الأميركي.

البيان الختامي للقمة تضمن العديد من المطالب والدعوات الموجهة للعالم والمحكمة الجنائية الدولية ومجلس الأمن الدولي وضرورة كسر الحصار عن قطاع غزة وإدخال المعونات الإنسانية إليه وغيرها ولكنه افتقد إلى أي إجراء فوري كاف لدفع الدول الغربية الداعمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي إلى إعادة النظر بموقفها والتحرك على الأقل لوقف استهداف المنشآت الإنسانية والصحية وتدمير البيوت الفلسطينية على قاطنيها.

وكذلك الأمر افتقد البيان إلى أي بند يجعل الدول الغربية تستشعر خطرا على مصالحها في المنطقة خاصة والعالم الإسلامي عموما على الرغم من امتلاك دول القمة لأدوات جيوسياسية واقتصادية كبيرة كفيلة في حال توظيفها بشكل فعال ومدروس بدفع الدول الغربية إلى ممارسة الضغط على كيان الاحتلال الإسرائيلي على الأقل بدلا من الإعلان صراحة بدعمه وتبرير عدوانه على الشعب الفلسطيني صاحب الأرض والحقوق تحت شعار (حق الدفاع عن النفس) الزائف.

السيد الرئيس بشار الأسد وضع اليد على الجرح في كلمته المباشرة والصريحة والعميقة في مدلولاتها في القمة بقوله ((إن لم نمتلك أدوات حقيقية للضغط فلا معنى لأي خطوة نقوم بها أو خطاب نلقيه)).

إن حديث الرئيس الأسد عن امتلاك أدوات الضغط يعني الذهاب لاتخاذ القرار بتوظيف ما تمتلكه الدول العربية والإسلامية مجتمعة من عوامل ضغط هائلة بدلا من المطالبات والدعوات والإدانات مثلها مثل أي دول أخرى في هذا العالم الذي يعاني من تعطيل وتوظيف المنظمات الدولية والقانونية لصالح الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية.

تتطلع شعوب دول القمة إلى مبادرة حقيقية من قادتها تغير المسار الذي درجت عليه القمم السابقة وتدفع الدول الغربية إلى إعادة النظر بحساباتها في خيارات دعمها لكيان العدو الإسرائيلي وتوفير مظلة الحماية له. تستدعي جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان العنصري الإرهابي بحق الشعب الفلسطيني من دول القمة اتخاذ إجراءات وقرارات عاجلة وسريعة فاعلة ومؤثرة توقف العدوان أولا وتتعامل مع نتائجه ثانيا وهو ما أكده الرئيس الأسد بالعمل على التزام الكيان بالوقف الفوري المديد لا المؤقت للأجرام بحق كل الفلسطينيين في كل فلسطين، مع السماح بإدخال المساعدات الفورية إلى غزة.

إن إيقاف العدوان الإسرائيلي الغاشم مرهون بامتلاك الإرادة وتوظيف ما فرضته المقاومة الفلسطينية من واقع جديد في منطقتنا والتفاعل المسؤول مع التحول العالمي والفرص السياسية التي أوجدها وما تنتظره الشعوب العربية والإسلامية هو أن تتحول الأقوال وبيان القمة إلى أفعال حقيقية توازي على الأقل الحدود الدنيا لتضحيات الشعب الفلسطيني في مواجهته للعدوان الإسرائيلي.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=96365