وجهات نظر

غزة والنووي

د.تركي صقر


ماذا يعني تهديد المدعو وزير التراث الصهيوني عميخاي إلياهو بضرب غزة بالنووي؟.. ألا يعني هذا فشلاً ذريعاً للكيان الصهيوني في مواجهة بطولات المقاومة الفلسطينية التي تقاوم غزو الجيش الصهيوني منذ أكثر من شهر وهو الذي وقف عاجزاً عن السيطرة على غزة وباءت تهديداته بالخذلان والإخفاق، وكل ما استطاع تحقيقه هو قتل المزيد من أطفال غزة حيث قتل منهم حوالى أربعة آلاف حتى الآن، وما يوازي هذا العدد من النساء، فعن أي انتصار يتحدث هذا العدو المجرم؟
 
لقد كان من المحرمات على أي مسؤول صهيوني الحديث عن وجود السلاح النووي في كيان الاحتلال، حتى جاء فشل هذا الكيان في مواجهة المقاومة الفلسطينية في غزة، ليدفع بما يسمى وزير التراث الصهيوني للتهديد بالنووي، ما أغضب نتنياهو ووزراء حكومته، لأنهم يريدون الإبقاء على سرية امتلاك هذا السلاح مع أن القاصي والداني يعرف أن الكيان الصهيوني مُدجج بالأسلحة النووية منذ زمن طويل وأنه يمتلك ما لا يقل عن 200 رأس وقنبلة نووية كافية لتهديد دول المنطقة بأكملها.
 
وإذا كانت حكومة نتنياهو قد استخدمت قنابل الفوسفور الأبيض في غزة تحت سمع وبصر إدارة بايدن، فمن يمنعها عن استخدام هذا السلاح المحرم دولياً في غزة وضد قرى الجنوب اللبناني.. ومن يصدق معارضة الحكومة الصهيونية لاستخدام النووي في أي وقت، والفظائع التي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني ضد أطفال غزة تعري إجرام حكومة نتنياهو وإجرام إدارة بايدن التي أعطت الضوء الأخضر لحكومة نتنياهو لاستخدام أي نوع من الأسلحة ضد أهل غزة العُزل؟
 
وعلى الرغم من أعتى الأسلحة التي يستخدمها العدو الصهيوني في حربه ضد غزة فإن المقاومة الفلسطينية تحرز انتصارات كبيرة على جيش الاحتلال وتكبده خسائر هائلة لم يعهدها من قبل، وباءت استماتته لتحرير – ولو أسير واحد – بعد أكثر من شهر، بالفشل الذريع، وتقديراته حول عدم قدرة المقاومة على مواجهة الجيش الصهيوني لبضعة أيام جاءت غير صحيحة، فكل يوم، بل كل ساعة، يتلقى العدو خسائر لم يتوقعها، ومازال هذا العدو يقف عاجزاً عن حسم المعركة مع المقاومة في غزة، وفشل في تحرير ولو أسير واحد ولذلك خرجت أصوات من وزراء في حكومة نتنياهو تدعو إلى استخدام السلاح النووي، الذي سيدمر الكيان الصهيوني قبل أن يدمر المقاومة التي سجلت انتصاراً تاريخياً حتى الآن.
 
إن الدعوة لاستخدام السلاح النووي ما هي إلا مؤشر لهزيمة العدو وهي دليل ضعف وليست دليل قوة، ولذلك لا غرابة في أن تسارع واشنطن إلى إرسال أكثر من حاملة طائرات إلى شرق المتوسط خوفاً على الكيان الصهيوني الذي أضحى عاجزاً عن حماية نفسه.
 
ويمكن القول: إن ما سجلته المقاومة الفلسطينية من بطولات خارقة في معركة غزة سيُغير معادلات الصراع العربي – الصهيوني، ولن يكون ما قبل السابع من تشرين الأول «الماضي» كما هو بعده، فمسار الأحداث يؤشر إلى تمكن المقاومة لأول مرة من الإمساك كلياً بزمام المبادرة وحكومة نتنياهو ستقر بالهزيمة شاءت أم أبت ولن ينفعها هذا التمادي بارتكاب المجازر الجماعية التي فاقت الوصف وتجاوزت أن تكون جرائم حرب موصوفة ولن تترك من دون حساب.
Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=96338