تحقيقات وتقارير

شهود على جريمة الكلية الحربية في حمص..فاجعة لن تمحى من الذاكرة


الإعلام تايم | كنان اليوسف 

 

عندما تبكي الرجال فإن الخطب جلل.. هكذا كان المشهد في المشفى العسكري في مدينة حمص خلال مراسم التشييع التي أقيمت لشهداء الاعتداء الغادر الذي استهدف أمس حفل تخريج ضباط الكلية الحربية والذي ذهب ضحيته قرابة التسعين شهيداً بينهم أكثر من ثلاثين امرأة وطفل وإصابة 240 آخرين.


على إيقاع لحن الشهيد ووداعه ملفوفين بعلم الوطن ومحمولين على أكتاف رفاق السلاح إلى مثواهم الأخير بعد أن نالوا رتبة الشهادة باكراً.. أب مكلوم بابنه وابنته التوأم يقول والغصة تعتصر قلبه منعته من إخفاء دموعه يقول " أتينا لنحتفل بتخرجه كضابط فوقعت الكارثة والفاجعة الأكبر كانت بأننا فقدناه وفقدنا شقيقته التوأم التي كانت في اللحظات الأخيرة تلتقط صورة تذكارية مع أخيها فقضوا معاً شهداء بعد أن قدموا معاً إلى هذه الحياة"، مضيفاً "الشهداء منارة للجيل الحالي والأجيال القادمة.. كلنا مشاريع شهادة فداء للوطن".

شهادات تروي اللحظات الأخيرة قبل الهجوم، هي مجرد ثوان كانت كفيلة لتحول مشهد الاحتفال بالتخرج والتقاط الصور التذكارية إلى مأساة يقول من شهدها ونجى ستبقى محفورة في الذاكرة..

الطالب الضابط المتوسط مقداد علوش في شهادته للإعلام تايم يقول "إنه وبعد انتهاء العرض ونزول الأهالي ليباركوا لأولادهم ويلتقطوا معهم الصور التذكارية ما هي إلا ثواني حتى تم الاستهداف البشع وتحول المشهد إلى كارثة أشلاء الضحايا انتشرت في كل مكان من نجى هرع لإسعاف المصابين ونقلهم الى المشفى ، مضيفاً برسالة إلى مرتكبي هذه الجريمة بأن دماء رفاق الكلية لن يذهب هدراً بل سننتقم لها".


من جهته بسام محمد طبيب شرعي وعضو مجلس الشعب عن محافظة حمص قال إن "الاعتداء حصل في لحظة حرجة في لحظة انتهاء الاحتفال وتقدم الأهالي من أجل المباركة لأولادهم بالتالي كان العمل يهدف للنيل من المدنيين وهذا العمل إرهابي بكل المقاييس لأنه يستهدف عسكريين خارج نطاق مواقع القتال فهو بمثابة المدني".

وأضاف أن " تعريف الأعمال الإرهابية أن تقوم بقتل شخص غير موجود في ساحات القتال فأنت تقوم بعمل إرهابي.. بالنظر إلى عدد الضحايا والتي هي قابلة للزيادة فالعمل الإرهابي يتقصد مدنيين وليس عسكريين فقط وسوف يتم الرد وفق ما تراه القيادة السياسية وبالطريقة المناسبة".

بدوره عضو مجلس الشعب السوري ناصر الناصر قال في تصريح مماثل للإعلام تايم "نرفع صوتنا عالياً في وجه المجتمع الدولي أن يتحرك لإدانة هذه الجريمة متسائلاً عن العدالة والديمقراطية التي يطالبون بتطبيقها في سورية "، مضيفاً "ما ذنب هؤلاء الشباب وذويهم أن يقضوا في يوم تخرجهم الذي تحول إلى مأساة حقيقية تكاد تعادل ثلاثة عشر عاماً من الحرب الإرهابية التي شنت على سورية بدعم أمريكي وغربي وتركي ".

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=95974