تحقيقات وتقارير

شهداء الكلية الحربية .. مشاعل النور على ثرى سورية


الإعلام تايم || رقية ملحم 

 

تتزامن الذكرى الخمسين لحرب تشرين التحريرية التي قادها وخطط لها القائد المؤسس حافظ الأسد  وحطمت  أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لايقهر مع الانتصارات التي حققها ومازال جيشنا الباسل وهو يعمل على اجتثاث  الإرهاب الصهيو- أمريكي .


وما أشبه الأمس باليوم ذلك أن العدو الصهيوني لم ينسَ مرارة هزيمته النكراء ليعاود عربدته مع الغرب وأمريكا، ليتطاول ومن جديد عبر أدواته الإرهابية وليصفع  ومن جديد بهزيمة أمر على يد جيش عقائدي يتحلى بكل القيم الأصيلة؛ إذ لايمكن وصف ماحدث أمس من إعتداء على الطلاب الضباط والأهالي باعتباره مجرد عدوان بل مجزرة إرهابية حيث استهدفت طائرة مسيرة حفل تخريج للطلاب الضباط في لحظة احتضانهم لذويهم عقب العرض والاستعراض في الكلية العسكرية بحمص، الأمر الذي أدى إلى ارتقاء عدد كبير من الشهداء العسكريين والمدنيين وبينهم عدد كبير من النساء والأطفال.


وحتى اختيار توقيت تنفيذ الإجرام يؤكد طبيعة اللؤم والخبث التي جبل عليها الإرهابيون وداعميهم حيث نفذ بعد دقائق من نهاية الاحتفال،  أي في أشد اللحظات عاطفية وهي لحظة لقاء الأهالي مع أبنائهم الخريجيين  فهذا يعني بأن المطلوب هو إيقاع أكبر قدر ممكن من الضحايا .


هذا العدوان المنفذ بطائرات مسيرة لا يمكن إلا أن تكون وراءه دولة تقدم لمن أقدموا عليه التوجيه عبر الأقمار الصناعية، باعتبار أن الإرهابيين المتواجدين في سورية  ينتمون إلى مرجعية خارجية وبالتالي إذا كانت هذه الطائرات المسيرة انطلقت من الشمال أي أدلب  فمرجعيتها حتما تركية اما إذا كانت من اتجاه التنف فهي أميركية ويرجح أنها جاءت من البادية السورية، أي من التنف ، لأنها لو كانت قد انطلقت من إدلب فستعترضها منظومات الدفاع الجوي و رادارات  قادرة على تدميرها ، كما أن العدوان الذي نفذ قبل يومين على مدينة دير الزور واستهدف مواقع عسكرية كان بمثابة رسالة بأن هذا العدوان سيتسع ليشمل محيط حمص وباديتها.

وعلى أية حال من المؤكد أن هذا الاعتداء يحمل بصمة  أميركية صهيونية ويمثل جريمة تعكس مستوى الحقد الذي يكنه الكيان الصهيوني وأميركا التي أسقطت سورية وحلفائها  كل مخطاطاتها؛ حيث تراقب أميركا وبكل حقد الشراكة السورية الصينية التي حصلت منذ أسابيع في بكين لإعادة إعمار سورية ، فأميركا تريد عبر هذا العدوان أن تستمر سورية بحالة من عدم الأمن والاستقرار.


وفي النهاية  فإن مثل هذا الإجرام لن يمر دون رد.. هذا ما أكدته وزارة الدفاع السورية  في بيان لها ولاسيما أن الجيش السوري قد بدأ  إشعال خطوط التماس على كل الجبهات مع الإرهابيين في محافظات إدلب واللاذقية وحماة وحلب كرد أولي على هذا العدوان الغاشم.


وأخيراً.. الجيش الذي سجل ملاحم البطولة والتضحية والنصر في تشرين، هم اليوم أحفاده يسجلون ملاحم البطولة على مساحة سورية وإرادتهم كإرادة أجدادهم لا تحدها حدود ولا تقف في وجهها صعوبات.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=95973